-A +A
عبدالله الروقي (مكة المكرمة) alroogy@
رغم أن حج 1441هـ كان في قلب عاصفة أزمة فايروس كورونا، وتحديدا في أوج تفشي هذا الوباء وانتشاره، إلا أن القيادة السعودية لم توقف شعيرة الحج ذاك العام، بل ألزمت نفسها بتحدٍ كبير استطاعت تجاوزه والنجاح فيه بشكل استثنائي، إذ أعلنت إقامة فريضة الحج رغم كل ما يمر به العالم من خوف وإغلاق.

وفي ذلك العام أعلنت السعودية، أن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة ستكون 70% من إجمالي حجاج ذلك العام، في حين ستكون نسبة السعوديين 30% من الحجاج، على أن يقتصر حج المواطنين السعوديين على الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19).


وبينت أنه سيتم اختيارهم من خلال قاعدة بيانات المتعافين من الفايروس، ممن تتوفر فيهم المعايير الصحية، حيث دعت المقيمين الراغبين لأداء مناسك الحج من داخل المملكة إلى التسجيل في منصة خاصة أعدت لهذا الشأن.

وفي ذلك العام، خرج وزير الحج السابق الدكتور محمد بنتن، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الصحة السابق توفيق الربيعة، ليشير إلى أن أعداد الحجاج ذلك العام لن تتجاوز ألف حاج فقط.

أما في حج العام الماضي 1442هـ، فقد أعلنت وزارة الحج والعمرة أنه تقرر قصر إتاحة التسجيل للراغبين في أداء مناسك الحج على المواطنين والمقيمين داخل السعودية فقط بإجمالي 60 ألف حاج في قفزة كبيرة إلى حد ما في أعداد الحجاج. أما في حج هذا العام 1443هـ فقد أعلنت السعودية، قرارها رفع عدد الحجاج إلى مليون حاج من داخل المملكة وخارجها، وذلك وفقًا للحصص المخصصة للدول مع الأخذ بالإجراءات الصحية.

وأكدت أن هذا سيكون وفق ضوابط وإجراءات تكفل سلامة الحجيج وعودتهم إلى أوطانهم سالمين.

وبعد عودة الأرقام المليونية إلى وفود الحجيج يتضح بكل تأكيد مدى استعداد السعودية وأجهزتها المعنية بإدارة شؤون الحجاج من أجل تقديم أقصى درجات الرعاية والخدمة لضيوف المسجد الحرام، الأمر الذي تعكسه الخبرات المتراكمة في ذلك، حيث استقبل في آخر موسم حج قبل كورونا أكثر من 2.400 مليون حاج تمكنت الأجهزة السعودية المعنية من خدمتهم وتيسير شؤونهم بفضل الجهود الجبارة التي تقدم من أجلهم.