-A +A
حذّرت المملكة - في مناسبات عدة - من المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة والعالم، في ظل اتساع دائرة الصراعات الإقليمية الناجمة عن تغوّل إيران في المحيط العربي باستعراض قوتها، والتباهي بنفوذها السياسي والعسكري، ما يمثّل استفزازاً وتحدياً وخطراً على أمن دول الجوار واستقرارها، وتعريضاً بأمن العالم واقتصاده واستقراره، ما يحتّم تضافر جهود كافة الأطراف الراعية لمشاريع الإصلاح والسلام، للحد من تهوّر البعض، ولجم النزق الحالم والمراهقة السياسية.

لطالما سعت المملكة لاستيعاب واحتواء بعض السياسات الرعناء والطموحات الخرقاء، تفادياً لما هو أسوأ، وحرصاً على سلامة كيان البيئة الإستراتيجية التي تتعايش فيها دول المنطقة، لكون أمن الشرق الأوسط لا يحتمل المزيد من التعقيدات، ولا يستوعب نزوات وتقلبات مزاج البعض، في حقبة زمنية تتطلع فيها كافة الشعوب للتنمية والاستقرار والرفاه.


إن أي خطر واقع أو متوقع يعرقل كل مشاريع البناء، ويعطل مسارات التواصل، ويعتّم فضاء الأمل الواعد للشعوب بمناطق آمنة، وأقاليم منزوعة الأسلحة غير التقليدية، ما يفرض على القوى الدولية، و«دول 5+1» أخذ ترشيد سياسات إيران مع دول الجوار في الحسبان والاعتبار، علماً بأن المملكة لا تُكن أيَّ عداءٍ للشعب الإيراني، وتتمنى الخير للجارة المسلمة، ولشعبها، إلا أن الحرص على الأمن الإقليمي يتطلب الحزم لمواجهة التجاوزات وتحقيق التوازنات، وسد المنافذ والثغرات التي يحاول النظام الإيراني استغلالها والتسلل منها لدق أسافين التفرقة والتشرذم بين الدول العربية.

ولن تتخلى المملكة عن القيام بدور فعّال في المنطقة والعالم، بما يتماشى مع مصالحها الوطنية ومصالح المجموعة الدولية، ويحدوها كبير الأمل في تعاون الأطراف الإقليمية والدولية، لتوطيد أواصر السلم والأمن، وحماية الملاحة الدولية، ومعاقبة أي تطاول لا يحسب حساب العواقب.