-A +A
«عكاظ» (جدة)
قدم أستاذ الأدب المقارن المساعد في جامعة الجوف الدكتور محمد بن لافي اللويش محاضرة عن النقد البيئي، تناول فيها ماهية النقد البيئي وإشكالياته، وجذور النقد البيئي وإرهاصاته، وتقاطع النقد البيئي مع نظرية الأدب والنظرية الثقافية المعاصرة، إضافة إلى قراءات للنقد البيئي في الأدب العربي والآداب العالمية.
وأوضح الدكتور اللويش بأن الأدب من الفنون الإبداعية التي يستخدمها البشر للتعبير عن رؤيتهم عن الكون، وأن هذا الكون يتكون من جزءين: فضاء الطبيعة وبنية العلاقات الاجتماعية. وأوضح بأن النظرية النقدية تسعى إلى مساعدتنا على فهم كيف للفنون الإبداعية – لاسيما الأدبية – أن تكوّن تصوراً ذهنياً عن الكون. ثم أورد تعريف بيبا مارلاند عن النقد البيئي الذي يقول فيه: «النقد البيئي: مصطلح شامل لسلسلة من المقاربات النقدية التي تتحرى من خلال الأدب وغيره من الأشكال الثقافية تمثيل العلاقة بين البشر وغير البشر من منظور القلق حول التأثير المدمر للبشرية على المحيط الإحيائي».
ثم شرح المحاضر بأن النقد البيئي يدرس العلاقة بين الأدب والبيئة المادية من أجل كشف تأثير البيئة على بنية المخيلة الثقافية لأمة ما في مرحلة تاريخية محددة. بعد ذلك تحدث عن مراحل تطور النقد البيئي منذ الستينيات من القرن العشرين حيث نشر راشيل كارسون كتاب (ربيع صامت) عام 1962، وما أعقب ذلك من جهود من أبرزها أنه في عام 1992 تأسست أول منظمة مهنية للنقاد البيئيين وهي «جمعية دراسة الأدب والبيئة». وفي عام 1993 تأسست مجلة (آيسل) متعددة التخصصات في الأدب والبيئة. وفي عام 1998 تأسيس جمعية أخرى في بريطانيا، وفي عام 2000 تأسيس مجلة «الآداب الخضراء».
وبيّن الدكتور اللويش أن النقاد البيئيين يعتقدون بأن العالم يواجه أزمة بيئية؛ وينبغي علينا إعادة تقييم لصيغ الوجود في العالم. ويأتي هذا التقييم من خلال شرط ثقافي يكشف أن إصلاح الأزمة البيئية يتطلب بناء تصور فكري عن كيفية إيجاد أفضل الطرق لبناء علاقة وجودية بين الإنسان والطبيعة.
واختتم محاضرته بالحديث عن عناصر العمل الأدبي البيئي مع تسليط الضوء على بعض الأعمال الأدبية العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث في الشعر والنثر على حد سواء، ذاكرًا أمثلة أخرى من الآداب العالمية الأسترالية، والهندية، وغيرهما.