-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_online@

تكن السعودية قيادة وشعبا للبنان أرضا وشعبا، مكانة كبيرة وبالغة الأهمية، والإجراءات التي تم اتخاذها تجاه العلاقات الدبلوماسية لا تستهدف الشعب اللبناني الكريم بقدر ما تستهدف سياسات حكوماتهم العدائية وغير النزيهة التي لا تتفق لا مع مبادئ الأخوة العربية ولا حسن العلاقات مع البلدان.

ولطالما وقفت المملكة مع لبنان سياسيا واقتصاديا، وحافظت على أمنه وسلمه الأهلي والاجتماعي وجنبته ويلات الحروب والاقتتال، إلا أن الحكومات اللبنانية ترد على هذا الإحسان بالإساءات المتكررة، وهو ما يعتبر خطا أحمر بالنسبة للسعودية في علاقاتها مع الدول العربية.

إن الطبقة السياسية الحاكمة للبنان وحدها من يتحمل مسؤولية بلوغ العلاقات مع السعودية إلى هذا الحد المؤسف الذي لم تكن لتلجأ إليه الرياض لولا استمراء السياسيين اللبنانيين من وزراء وغيرهم إساءاتهم المتعمدة تجاه المملكة.

فهذه الإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه العلاقات مع لبنان تُعد رسالة بالغة الأهمية لكل من يظن أن تجاوزاته للمملكة ستمر مرور الكرام، فالحكومة السعودية لا تقبل أي إساءة لبلادها بأي حال من الأحوال.

إن من يظن أن صمت الحكومة السعودية تجاه الإساءات الماضية هو من منطلق ضعف فهو مخطئ، فإجراءات اليوم تؤكد أن الإساءة لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال وأن الحكمة وضبط النفس والتحامل على الإساءة لا يمكن أن يدوم طويلا.

ولم تكن الإساءات القادمة من لبنان باتجاه المملكة بالأمر الجديد، حيث أتت مسبقا وطويلا من «حزب الله» الارهابي، وتفرجت عليها الحكومة اللبنانية مطولا، ولم تكتفِ بذلك وإنما بلغت مبلغا لم نشهده مسبقا بتكرار الإساءات من وزراء الحكومة نفسها، وهو ما يعني أنها موقف رسمي من الدولة.

وفي مقابل ذلك، فإن استثناء العمالة اللبنانية بالمملكة من أي إجراءات اتخذتها المملكة دليل على أن الحكومة السعودية تقدر الشعب اللبناني ولا تُحمّله جريرة أخطاء حكومته ولا ترغب في اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تزيد سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها.