-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
«رب ضارة نافعة».. من المؤكد أن جائحة كورونا كانت لها سلبيات كوارثية على العالم، إلا أنه في الوقت نفسه غيرت نمط الحياة رأسا على عقب، وأضحت التقنية والتطبيقات الذكية هي التي تسيطر على الأداء العالمي بامتياز..وإذا قرأنا عمق مضمون كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التي وجهها إلى الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك التي ركز عليها حول استخدام التقنية الذكية؛ حيث قال الملك سلمان «حرصاً منا على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وعلى الإسهام في محاصرة هذا الوباء، ومنع انتشاره، فقد اتخذت المملكة مجموعة من الإجراءات التنظيمية والوقائية في موسم حج هذا العام، وفق ما تقتضيه الضوابط والمعايير الصحية العالمية، وطبقت الجهات المعنية بخدمة حجاج بيت الله الحرام نظام الحج الرقمي الذي يهدف إلى التركيز على التقنية والتقليل من الكوادر البشرية في إدارة الحشود وتنظيم الحج؛ لضمان سلامة ضيوف الرحمن وصحتهم، وسلامة أبنائنا وبناتنا العاملين في خدمة الحجاج». ولقد عكست منظومة الحج التنفيذية ما قاله الملك سلمان نصا وروحا؛ إذ تميز موسم الحج الحالي باستخدام التقنية الذكية والذكاء الاصطناعي والروبوتات الذكية، وأصبح التحول الرقمي اليوم الذي تبنته رؤية ٢٠٣٠ التي تهدف إلى الانتقال الكامل للحج الذكي مع حلول عام ٢٠٣٠.. لقد فرضت إستراتيجيات التعامل مع أزمة فايروس كورونا المتحور حلول التحول إلى العالم الرقمي وخدماته الإلكترونية. والانخراط بالعالم الرقمي والتفاعل معه لم يعد خياراً اليوم، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في خطط التحول ورفع مستوى البنية التحتية الرقمية، وتوظيف المهارات الجديدة من أجل الحصول على فرصة أفضل للتنافس في ظل الوضع الجديد وهذا ما تهدف إليه رؤية ٢٠٣٠ من التحول الرقمي؛ والابتعاد عن الأفكار التقليدية النمطية الكلاسيكية والتحول نحو خطط إبداعية رقمية أكثر مرونة واستجابة مع متطلبات الحج الذكي؛ كون فايروس كورونا جاء حاملاً معه تغييراً جذرياً في الأحداث والإنتاج فلا أسواق على الأرض ولا زبائن فعليين، ولا موظفين. كما أن الاحتياجات المستجدة والاهتمامات المتغيرة والسلوكيات الجديدة كشفت قدرة التطبيقات على التعامل مع الطلب الإضافي على الخدمات الرقمية ودرجة مرونتها في اتخاذ قرارات التحول الرقمي أو القيام ببعض التحسينات التكنولوجية بحسب قدرتها. لقد أضافت تجربة المملكة في مواجهة جائحة كورونا المستجدة مفاهيم مبتكرة في إدارة الأزمات، وقدمت للعالم أنموذجاً في تعاملها مع تداعيات الموقف صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً، متفرداً بقيمه الإنسانية فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، وإلى أبعد من ذلك امتدت جهود المملكة خارجياً لتساند الأسرة الدولية حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.

وحقّقت السعودية إنجازاً جديداً في مساعيها الحثيثة لمواجهة جائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من خلال توظيف الإمكانات التقنية الحديثة لتكون ثالث دولة على المستوى العالمي تطلق تطبيقاً يستخدم تقنيات «Exposure Notification» لقد ظهرت معادن منظومة الحج خلال السنتين الاستثنائيتين بامتياز من خلال طرح سلسلة من التطبيقات الذكية وعلى رأسها البطاقة الذكية التي طرحتها وزارة الحج والعمرة كتدشين لمشروع الحج الذكي لهذا الموسم؛ فضلاً عما طرحته رئاسة الحرمين الشريفين من روبوتات ذكية في المسجد الحرام سواء في مجال تعقيم المطاف أو روبوتات زمزم..الحج الذكي عام ٢٠٢١ هو بوصلة ٢٠٣٠.. تقليل من البشر.. وتكثير من الروبوتات.. إنه زمن التطبيقات.