أرض المعارض في بيونس آيريس تحولت مستشفى ميدانياً لمرضى كوفيد 19.
أرض المعارض في بيونس آيريس تحولت مستشفى ميدانياً لمرضى كوفيد 19.




حاكم ساوباولو يبكي بعد تطعيم أول ممرضة في مدينته باللقاح الصيني الشهر الماضي.
حاكم ساوباولو يبكي بعد تطعيم أول ممرضة في مدينته باللقاح الصيني الشهر الماضي.
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
قصة مدينتين.. عنوان الرواية الشهيرة للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز.. هي تماماً حال أكبر مدينتين في أكبر دولتين في أمريكا اللاتينية: ساوباولو في البرازيل، وبيونس آيريس في الأرجنتين. ففيما بدأت العاصمة الأرجنتينية تتخفف من قيود الإغلاق المفروضة فيها لكبح تسارع تفشي وباء فايروس كورونا الجديد؛ بدأت ساوباولو مسيرة من عمليات الإغلاق، وحظر التجول، تحت وطأة التفشي المتسارع. كل من المدينتين في البلدين المتجاورين تسلك طريقاً معاكساً للأخرى. وهو ما يرى الخبراء أنه النتيجة المنطقية لتخفيف التدابير الاحترازية، دون اعتبار لنصائح العلماء الذين يرون أن تفشي الفايروس لا يزال متزايداً، ما يتطلب التشديد على التباعد الجسدي، والبقاء في المنازل.

يعمر مدينة ساوباولو أكثر من 12 مليون نسمة. وتواجه المدينة حالياً احتمال انهيار مرافقها الصحية تحت وطأة الإصابات المتزايدة بالفايروس، وامتلاء السعة السريرية لوحدات العناية المكثفة في مشافيها. وقال حاكم مقاطعة ساوباولو خواو دوريا للصحفيين أمس الأول إن أحد المستشفيات الخاصة في المدينة لم يعد فيه سرير شاغر بوحدة العناية المكثفة. وأعلن دوريا أن المقاطعة التي يصل عدد سكانها إلى 46 مليوناً قررت إغلاق جميع الحانات، والمطاعم، ومجمعات التبضع، والمتاجر غير الأساسية حتى 19 مارس الجاري.


وعلى النقيض من ذلك، فإن سكان بيونس آيريس، البالغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة، بدأوا يستنشقون هواء الحرية، بعدما قررت السلطات تخفيف التدابير الوقائية، بما يتيح لهم دخول المسارح ودور السينما اعتباراً من الأسبوع الحالي. وقالت السلطات إن 26% فقط من السعة السريرية لوحدات العناية المكثفة مشغولة حالياً بمرضى كوفيد 19. وكانت السلطات هناك عمدت منتصف فبراير الماضي إلى تخفيف القيود، بالسماح بفتح الحانات والمطاعم حتى الثانية صباح كل يوم. وتدرس السلطات إمكان السماح للأرجنتينيين بالذهاب لملاعب كرة القدم. على النقيض من سكان ساوباولو، الذين تم تحويل أشهر ملعب في مدينتهم إلى مركز للتطعيم.

غير أن سكان ساوباولو، وهي أيضاً مثل بيونس آيريس، مهووسة بكرة القدم، استمدوا شيئاً من التشجيع الأسبوع الماضي، حين أعلن أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (80 عاماً) أنه خضع للجرعة الأولى من التطعيم. ويبدو الفرق جلياً جداً بين نهجي رئيسي البلدين. ففي حين يقلل الرئيس البرازيلي جاير بولسنارو من شأن الوباء، باعتباره مجرد «إنفلونزا»؛ يرى الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فيرنانديز أن مواجهة الوباء تتطلب إجراءات متشددة وجادة. والنتيجة أنه خلال الأسبوع الماضي بلغ معدل الوفيات بالوباء في البرازيل 35 شخصاً من كل مليون نسمة. وهو ما يفوق المعدل الأرجنتيني ثلاثة أضعاف. ويقول المسؤولون في ساوباولو إن السبب الرئيسي في تزايد الإصابات خروج عشرات الآلاف من السكان في فبراير الماضي للاحتفال بمهرجان المدينة الشهير، على رغم رفض السلطات بإقامته.

لكن تحسن الأوضاع في بيونس آيريس لا يعني أن الأرجنتين نجحت في استئصال الوباء. فقد سجلت العاصمة الأرجنتينية الأربعاء الماضي 262 وفاة، و8700 حالة جديدة. غير أن المحنة في البرازيل أكبر بكثير؛ إذ تواجه البرازيل تفشياً متسارعاً للسلالة المتحورة، تتزايد معه الإصابات والوفيات، حتى أن مستشفيات البرازيل توشك على الانهيار تحت وطأة الحالات المتزايدة.