بلغ عدد إجمالي صفحات المخطوطات الأصلية أكثر من 20 مليون صفحة.
بلغ عدد إجمالي صفحات المخطوطات الأصلية أكثر من 20 مليون صفحة.
مصحف شريف نادر من القرن الثالث الهجري.
مصحف شريف نادر من القرن الثالث الهجري.
ضوئية لتغريدة الأمير بدر بن فرحان.
ضوئية لتغريدة الأمير بدر بن فرحان.
-A +A
محمد الأكلبي (الرياض) alaklabi_m@
في أغسطس من عام 2001، رفد مرسوم ملكي بنية النظام الثقافي في المملكة العربية السعودية، بعد موافقة مجلس الوزراء على مشروع نظام حماية التراث المخطوط في البلاد، وورد إلى ديوان رئاسة الوزراء بخطاب من أمير منطقة الرياض -حينها- الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية.

ومنذ ذلك الحين، بدأ مشروع وطني ضخم، تمثل في المسح الميداني لنحو 100 ألف مخطوطة مفردة في المكتبات السعودية ولدى الأفراد، وتوج العمل المتواصل حينها آلاف المخطوطات الأصلية بلغ عدد إجمالي صفحاتها أكثر من 20 مليون صفحة، تمت رقمنتها وأرشفتها.


ويشير المسؤولون على المخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية إلى الدور الجوهري الذي قاده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، في حفظ هذا الكم الكبير من المخطوطات النادرة وتوثيق التراث المخطوط في المملكة، مؤكدين أن خادم الحرمين الشريفين كان وراء العديد من المشاريع الثقافية في البلاد؛ ومن ضمنها اقتراحه بالاستفادة من مشروع مكتبة الملك فهد وتحويله إلى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية عام 1410هـ.

وبعد مرور نحو 19 عاماً من إصدار نظام حماية التراث المخطوط، نجحت المكتبة في تصوير نحو 73 ألف مخطوطة، كما تقتني المكتبة 6000 مخطوطة وتعد هذه المجموعات نادرة وثمينة، في ظل ما تشهده القطاعات الثقافية من دعم كبير في رؤية المملكة 2030، وما تجسده من اهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وتقف المكتبة اليوم على أرضية صلبة من المخطوطة النفيسة والنادرة، إذ توسعت حملة المسح الميداني لتشمل كافة الجهات والأفراد.

ويوضح الأمين العام لمكتبة الملك فهد الوطنية محمد الراشد أن تطبيق هذا النظام يعد من المهمات الجوهرية لمكتبة الملك فهد الوطنية، إضافة لمهماتها الأخرى المتعلقة بجمع وحفظ وتنظيم الإنتاج الثقافي والفكري السعودي.

ويؤكد الراشد، في حديثه إلى «عكاظ»، أن النظام يهدف إلى ‏المحافظة على التراث الوطني السعودي المخطوط من التلف والضياع أو السرقة أو التصدير؛ وذلك بتسجيل المخطوطات المحفوظة في المكتبات الرسمية والخاصة وما لدى الهيئات والأفراد في سجل خاص، مضيفاً أن مكتبة الملك فهد الوطنية تقدم شهادة تسجيل لملاك تلك المخطوطات من الأفراد والمكتبات الرسمية أو الخاصة، ويتم تصوير تلك المخطوطات وإيداع صورة رقمية منها في المكتبة وإصدار فهارس موحدة لها.

وتتيح شهادة التسجيل لملاك المخطوطات إثبات تملك الجهة أو الفرد لهذه المخطوطة وتمكنه من استعادتها عند الضياع أو السرقة.. وهي ضرورية عند رغبة مالك المخطوطة بإخراجها خارج المملكة أو عند رغبته ببيعها.

ويشير الراشد إلى تصوير أكثر من 73 ألف مخطوطة أصلية يتجاوز إجمالي الصفحات المصورة 20 مليون صفحة مخزنة على قرص صلب أو أقراص مدمجة، وقد صورت تلك المخطوطات من المكتبات الكبرى والمؤسسات الثقافية في المملكة.

وكشف عزم المكتبة التوسع في تطبيق النظام سواء على صعيد القطاع الخاص أو الأفراد مع استكمال باقي الجهات الرسمية العامة وذلك من خلال الخطط السنوية في هذا المشروع.

وتستقبل مكتبة الملك فهد الوطنية -بحسب الراشد- الأفراد من مالكي المخطوطات وتقدم لهم العديد من الخدمات ومنها تعقيم المخطوطة الذي يسهم في المحافظة عليها وحمايتها من التلف، وفي استخراج اسم المخطوطة بالطرق العلمية، وكذلك تحديد أو استخراج اسم ناسخ المخطوط وتحديد تاريخ النسخ أو أقرب تاريخ له وبيان المواصفات والتعريفات الأساسية للمخطوطة، وكل ذلك يزيد من قيمة المخطوطة المادية.

ويؤكد أمين عام المكتبة أنها قدمت شهادات لمئات من المخطوطات التي يمتلكها الأفراد من أبناء المملكة.

ويلفت الراشد إلى أن المكتبة تضم في خزائنها ما يتجاوز ستة آلاف مخطوطة أصلية، تتميز بالندرة، ومن بينها ما هو مرتبط بالتاريخ السعودي الذي يتجاوز 300 عام.

ويختم أمين عام المكتبة حديثه قائلا إن «ثمار هذا المشروع الثقافي الكبير هي من غراس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، الذي تقدم بمشروع حماية التراث المخطوط في المملكة، كما أن فكرة تحويل مكتبة الملك فهد من مكتبة عامة إلى مكتبة وطنية جاءت منه ودعمها لتؤدي دورها المهم في جمع وحفظ التراث والإنتاج المعرفي والثقافي السعودي».