لا بد من أن المشروع الأمريكي الذي وضعته إدارة الرئيس دونالد ترمب لإعادة إعمار قطاع غزة، بشكل يجعله «ريفيرا» حقيقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، سيحظى بالارتياح، خصوصاً وسط العرب والمسلمين، الذين لمسوا معاناة الغزيين من العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدى أكثر من عامين. وعلى رغم أن ثمة جوانب مهمة أُغفلت في «مشروع شروق الشمس»، خصوصاً أين وكيف سيتم إيواء الغزيين ريثما تكتمل الوحدات السكنية المخصصة لهم؛ فإن الهيكل العام للمخطط يؤكد أن الفلسطينيين موعودون بجنة في أرضهم العزيزة، وبوجه الخصوص المباني التجارية والاستثمارية الشاهقة، والصناعات، ومدن الحرفيين. ويتوقع واضعو المشروع أن تتمكن غزة الجديدة من سداد تلك النفقات قبيل انتهاء السنوات العشر المحددة لإعادة الإعمار. غير أن النقطة الأكثر أهمية هي تلك التي أثارها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو (الجمعة)، بقوله إنه لن يُقبل مستثمرون على تمويل إعادة بناء غزة إذا كان هذا البناء الجديد سيدمر في حرب شرق أوسطية جديدة. وإذا سكت روبيو عن تسمية من قد يدمر غزة الجديدة، فمن الواضح أن الشرير الذي يمكن أن يفعل ذلك هو بنيامين نتنياهو. فهو مدمِّر غزة الحالية، ومن أباد أطفالها ونساءها، ومن أباح لنفسه قصف المدارس الأممية والمستشفيات بصواريخ مقاتلات إف - 16 الأمريكية. وهو بارع جداً في شروره، لذلك لن يعدم مبرراً ليعاود الرقص على جماجم الفلسطينيين، وهو في غاية النشوة. ولهذا يقف العرب صفاً واحداً أمام خطة ترمب من أجل وقف دائم للنار في غزة. وسيذكر التاريخ لترمب أنه لولا تدخله وضغوطه على نتنياهو وحلفائه الأشرار لما تقلصت مذابح نتنياهو في غزة.