-A +A
حسن باسويد (جدة)
baswaid@

يبدو أن انعكاسات اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، ظهرت بشكل واضح من حالة الإرباك والقلق التي أصابت نظام الملالي في طهران وتوابعه في المنطقة، كما لم تستطع جماعة «الإخوان» الإرهابية إخفاء قلقهم وخوفهم، إذ ظهر في هجوم وسائل إعلامهم على السعوديين.


ويتفهم المراقبون القلق الإيراني والارتباك من اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية، إذ يقول مسؤولون أمريكيون لوكالة «رويترز» إن الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترمب يشتركان في نفس الموقف المناهض لسياسات إيران الخطيرة في المنطقة، وأوضح الأمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية موقفه الحازم من التدخلات الإيرانية، ما جعل صحفاً عالمية وصفت المسؤول السعودي الكبير بـ«عدو إيران الأول».

وكان الأمير محمد قد استبعد أي حوار مع إيران في ظل استمرار منهجها المتطرف، وتعهد بحماية بلاده من محاولات طهران للهيمنة على العالم الإسلامي، وأشارت «رويترز» إلى أنه في أول اجتماع بين ترمب والأمير محمد في البيت الأبيض خلال شهر مارس الماضي أكد المسؤولان أهمية «التصدي لأنشطة إيران المزعزعة لاستقرار المنطقة».

ولا ينسى الإيرانيون كيف استطاع ولي العهد في 2015، تهشيم مشروعهم الطائفي في اليمن، عندما لبى خادم الحرمين الشريفين نداء الحكومة الشرعية، وأسست المملكة تحالفاً عسكرياً لمساندة الشرعية، ما بعثر أوراق المشروع الإيراني في اليمن بعد الساعات الأولى من عاصفة الحزم.

وما إن بايع السعوديون ولي عهدهم الجديد، حتى هاجم مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني الخطوة، متوعدين تارة ومستعرضين تارة أخرى، ما يعكس حجم القلق الذي أصابهم جراء مبايعة السعوديين للأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.

وسارت جماعة «الإخوان» على النهج الإيراني في مهاجمة السعودية أمس الأول، حتى إن صحفهم -الممولة قطرياً- هاجمت الخطوة، وأساءت للسعوديين بوسائل عدة، إلا أن تلاحم السعوديين مع قيادتهم، يجعل من إساءتهم «غير مؤثرة» وتذهب سدى، وبدت مواقف «الإخوان» السلبية بعد تعيين الأمير محمد، غير مستغربة، كون الأمير عراهم وضرب مشروعهم الساعي للتأثير على العلاقة السعودية - المصرية أخيراً.

ولم يخرج أتباع إيران من نهج «الملالي»، بيد أن السعوديين لا يلقون بالاً لهجوم مرتزقة حزب الله، ولا الحوثيين، ولا عملاء العراق الذين دمروا بلادهم بالطائفية والفساد.

وكان اختيار الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد أثار اهتمامات واسعة لوسائل الإعلام العالمية، مؤكدة أن نتائجه ستظهر قريبا على الساحة الداخلية والخارجية. وتوقع محللون أن يؤدي هذا الإجراء إلى تسريع الإصلاحات المرتقبة في السعودية.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في عددها الصادر أمس الأول، أن الأمير محمد بن سلمان تقلد ولاية العهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء وسيستمر فى منصبه وزيرا للدفاع. وأكدت أن الأمير الشاب يعتبر على نطاق واسع الوجه الحديث للسعودية، وهو القوة الدافعة وراء «رؤية 2030»، التي تمثل الخطة الاقتصادية طويلة الأجل للمملكة لمرحلة ما بعد النفط، ولفتت الصحيفة إلى أن الأمير الشاب اشتهر بإصلاحاته في البلاد ورغبته في التخلص من البيروقراطية الحكومية غير الفعالة.

أما صحيفة «الغارديان»، فاعتبرت الأمير محمد بن سلمان مصدرا للتغييرات الاقتصادية الجذرية في المملكة، وأن شخصيته القوية وصغر سنه ساعدا في تكوين شعبية جارفة بين أفراد شعبه، وذكرت أن دوره الجديد في تولي منصب ولي العهد من شأنه ترسيخ الإصلاحات التي يقودها ومنحها القوة الدافعة والطموحة لنقل المملكة إلى دولة صناعية واقتصادية كبرى من دون الاعتماد على النفط.

وتوقعت الـ«بي بي سي»، أن تشهد السعودية خلال المرحلة القادمة، المزيد من الاستقرار الداخلي، خصوصا أن ولي العهد الجديد يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب الأصغر سنا.

ووصفت مجلة «التايم» الأمريكية محمد بن سلمان، بالنجم الصاعد، وأحد أقوى القيادات الشابة، لافتة إلى أنه يدعو إلى سياسة خارجية سعودية قوية ويقود أيضا إصلاحا شاملا للاقتصاد السعودي.

ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن الأمير الشاب سيقود الطاقات الشبابية السعودية للمشاركة في تسيير الدفة الاقتصادية والاستثمارية الأكثر قيمة في المملكة، وفي تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل.

وذكرت شبكة «سي إن إن» في تعليقها أن الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاماً، شاب يقود «رؤية السعودية 2030»، لتحويل الاعتماد الاقتصادي للدولة من النفط إلى الاستثمار، موضحة أن هذه الرؤية شملت خططاً شاملة تتمحور حول عدة نقاط أساسية منها إنشاء أضخم صندوق استثمارات بالعالم والخصخصة والصناعات الجديدة والسياحة الدينية وتوفير المزيد من الوظائف.