وزير الخارجية ونظيره البريطاني خلال المؤتمر الصحفي أمس في الرياض.
وزير الخارجية ونظيره البريطاني خلال المؤتمر الصحفي أمس في الرياض.
129733337المؤتمر
129733337المؤتمر
-A +A
مريم الصغير (الرياض)
شدّد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير على عمق العلاقات السعودية البريطانية، واحتفاظها ببعدٍ تاريخي لا يزال يعيش نمواً وتطوراً في شتى المجالات وعلى جميع الصعد، مشيراً إلى التعليقات والتصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، خلال مشاركته في مؤتمر بإيطاليا، المتضمنة إساءة للمملكة، مؤكداً أن تلك التصريحات والتعليقات فُهِمَت بطريقة خاطئة وأُخذت إلى مسار مغاير للسياق الذي قيلت فيه، مقللاً من تأثيرها على العلاقة العريقة والقوية بين البلدين.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البريطاني أمس (الأحد) في مقر وزارة الخارجية بالرياض، مبيناً أن الاجتماعات بينهما تناولت العديد من الموضوعات المهمة على الساحتين الدولية والإقليمية، وما يعزز العلاقة بين البلدين.

وحول اللقاءات التي جمعت بينهما في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها جونسون حالياً للمملكة، قال الجبير: «بحثنا الأوضاع الإقليمية ذات العلاقة بعملية السلام، وأهمية الوصول إلى حل شامل وعادل لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال مبادرة السلام العربية، وتحدثنا عن الأوضاع في لبنان وعن أملنا في تشكيل الأشقاء هناك حكومة تضمن الاستقرار السياسي في البلاد». وأوضح أن الاجتماعات تناولت الأوضاع في سورية، وبحث أفضل السبل للوصول إلى حل سلمي هناك، مبني على قرار مجلس الأمن الدولي 2254، فيما تطابق موقف بلدينا حول ما يحدث في العراق، وأهمية إدخال إصلاحات جرى الاتفاق عليها في عام 2014، لإعطاء كل الطوائف العراقية حقوقها، وهو الأمر الذي يضمن وحدة العراق ووحدة أراضيه وشعبه.


وعن الأوضاع في اليمن، لفت وزير الخارجية الانتباه إلى اتفاق البلدين على أهمية دعم جهود المبعوث الأممي، بما يمكّن من الوصول إلى حل سلمي في اليمن الشقيق، متطلعين إلى تحقيق تقدم في هذا المجال. وفي ما يتعلق بالشأن الليبي، قال الجبير: «نحن وبريطانيا متفقون على أهمية تطبيق اتفاقية الصخيرات، إلى جانب بذل الجهود لتقريب المواقف بين الفئات الليبية المختلفة، في سبيل الوصول إلى حكومة تمثل الجميع في ليبيا، تستطيع من خلالها أن تبني قدراتها الأمنية لتحافظ على أمنها واستقرارها».

مواجهة الإرهاب

وأبان أنه بحث مع الوزير البريطاني سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مواجهة الإرهاب ومحاربة التطرف، مؤكداً أن المباحثات في ذلك الإطار اشتملت على التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، وهو الأمر المرفوض من جميع دول المنطقة. ونوه بالعلاقات الجيدة بين البلدين، التي جرى التباحث بشأنها، واصفاً إياها بالعلاقات التاريخية والإستراتيجية والعميقة. من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني أهمية زيارته للمملكة التي استفاد منها كثيراً، للوقوف عن كثب على التميز الذي تحظى به العلاقة بين البلدين.

وأشار إلى الأحداث الإرهابية العديدة التي تعيشها المنطقة، على غرار ما حدث في القاهرة وفي إسطنبول، مؤكداً أن ذلك يعزز ويشدد على أهمية التعاون بين الدول، والعمل معاً لبناء صداقة وشراكة وكذلك العلاقات الأمنية بين البلدين، لافتاً الانتباه إلى أنها علاقة صداقة تعود إلى نحو قرن، اشتملت على اتفاقات مشتركة، منوهاً باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشدداً على عظيم تقديره لمثل هذه العلاقات، التي استذكر جوانب كثيرة ومميزة منها مع الملك سلمان أمس، منذ اجتماع قام بين الملك المؤسس الملك عبدالعزيز ورئيس الوزراء البريطاني آنذاك تشرتشل.

رؤية 2030

وأكد أن العلاقات بين البلدين تحظى بذات المستوى من التعاون، بل وتشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات، مبيناً أن الاجتماعات بينه ووزير الخارجية، تناولت رؤية المملكة 2030 الطموحة، وقدرتها على إحداث إصلاحات كبيرة داخلياً على المستوى الاقتصادي تحديداً.

ولفت الانتباه إلى أن علاقات البلدين ليست علاقات قائمة على مصالح تجارية وأمنية فحسب، وإنما هي علاقات متينة بين شعبي البلدين.

مواقف متطابقة

وقال جونسون: «هناك تقارب كبير في مواقف البلدين تجاه التهديد الإيراني، وخصوصاً في سورية واليمن، وما ذكرته مطابق لما ذكره الوزير الجبير، في ما يتعلق بالمآسي التي نراها في حلب، وأعتقد أن هذا النقاش يؤكد على ما قلناه دائماً بأنه لا يوجد هناك حل عسكري لهذه المشكلة، بل لا بد أن يكون هناك حل سياسي،

وفي ما يتعلق باليمن قال وزير الخارجية البريطاني: «إن المملكة المتحدة تدعم التحالف وسعيه لاستعادة الحكومة الشرعية لسيطرتها على جميع أرجاء البلاد، وكذلك الاستمرار في الحوار». مشيراً إلى أن هناك حوارات ومباحثات مفصلة جداً حول عمليات التحالف، وقلق كبير حول معاناه الشعب اليمني، لافتا الانتباه إلى التهديد الكبير الذي تتعرض له المملكة العربية السعودية بسبب وجود هذا النزاع على حدودها، فالمدارس التي تعرضت للقصف داخل الحدود السعودية وما نتج عنه من قتل للطلاب وكذلك المملكة العربية السعودية تتعرض لخطر الصواريخ الباليستية التي توجه إلى أراضيها.

وأكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده لا تقبل هذا التهديد الذي يطال المملكة العربية السعودية، ولا يمكن أن تسمح به، لذا يجب علينا في البلدين التعاون والحرص على استتباب الاستقرار والأمن لكامل المنطقة.