-A +A
مريم الصغير (الرياض) Maryam9902 @
أحصى عاملون في أنشطة مختلفة، منهم محامون وخبراء اجتماعيون ونجوم في الفن، الثمرات التي قطفتها المجتمعات من جائحة كورونا التي ضربت العالم وأحدثت اختراقات في كافة المؤسسات المجتمعية والأنشطة الاقتصادية وغيرها. ورغم الأضرار التي خلفها فايروس كورونا، إلا أن تحدياتها منحت بعض الأنشطة مزيدا من مناعة المقاومة والإصرار على النجاح، وتحويل الأزمة إلى خارطة طريق للعمل واجتياز العقبة بمزيد من الابتكار والإبداع كل في مجاله.

في الحقل القانوني، استفاد المحامون من الظروف الماثلة في التوغل إلى عمق المجتمع والمشاركة في العمل الاجتماعي والتأكيد على مبدأ العدالة، فالمحامون مؤهلون لتقريب القانون إلى قلوب المواطنين وتسيير تحقيق العدالة. صحياً ومجتمعياً، تخوف المتسوقون من الذهاب إلى المراكز التجارية، ما جعل تجربة التسوق عبر الإنترنت تتحول من تجربة دارجة إلى استراتيجية طويلة الأمد، فالمتاجر كانت قبل جائحة كورونا تستخدم ميزات كمحادثات الفيديو والبث المباشر لجعل التجارة الإلكترونية ممتعة وأكثر أناقة، وعززت أزمة كورونا من التهديد الذي تمثله التجارة الإلكترونية على المتاجر التقليدية، ما دفعها لتسريع تبنيها للتجارة الإلكترونية، وتسابق الزمن لتثبت وجودها.


ليندا: الأنظمة الجديدة سهلت مهماتنا

ترى المحامية ليندا البلوي، أن كورونا أسهمت في التوعية القانونية في المجتمع السعودي ومعرفة احتياجاته وما له وما عليه ومعرفة المخرجات القانونية لأي عمل، خصوصا مع صدور قوانين وأنظمة جديدة ومنصات وتقنيات تجعل الأمور أكثر وضوحا وسرعة في الإنجاز، الأمر الذي دعا كثيراً من الشركات والمؤسسات ورجال وسيدات الأعمال للتركيز على الإدارات القانونية ودراسة جوانب أي مشروع أو منتج، وإيجاد شراكات قانونية مع مكاتب جديدة ومحامين ومحاميات مؤهلين للعمل القانوني بشكل احترافي.

وأضافت البلوي: إن العالم واجه صعوبات وتحديات عدة بسبب فايروس كورونا ما أدى إلى اتخاذ الدول تدابير مختلفة فرضت قيودا على حركة الناس والتباعد الاجتماعي والإغلاق الكامل عند الضرورة؛ لحماية الصحة، وامتدت تأثيرها على التقاضي في المحاكم محلياً عالمياً، وفي بعض البلدان كان على المحاكم الحد أو حتى الإغلاق التام بسبب تدابير المسافة الاجتماعية المعمول بها ما أدى إلى إلغاء أو تأجيل الجلسات.

موضحة، أنه في الظروف العادية يُسخر المحامون معرفتهم في المجتمع وخبرتهم في النشاطات الاجتماعية كافة، كما أن دورهم أكبر في ظروف جائحة كورونا التي أربكت العالم واقتصاده، وساهم المحامون والمحاميات في التأكيد على مبدأ العدالة؛ لأن فقدان هذا المبدأ يعني فقدان الثقة في النظام الاجتماعي.

وأشارت البلوي، إلى أن المحاماة تعتبر مرفقاً مهماً وتمارس في المجتمع بشكل يؤمن تفاعلها معه، والمحامون مؤهلون لتقريب القانون إلى قلوب المواطنين وتسيير تحقيق العدالة. وأكدت أن المحاميات السعوديات حققن إنجازات كثيرة وكبيرة بحكم ما يتمتعن به من سرعة وذكاء ومتابعة مستمرة تجعل المحامية السعودية الأكثر طلباً وثقة في التعامل، وساهمت في إنجاز العديد من القضايا الجنائية والتجارية والتحكيم التجاري. وصحياً أحدثت الكورونا تغييرات كبيرة في أولويات الأسرة والمجتمع.

ريم: التكاليف تخفف من الكيد

المحامية ريم المتيهي قالت: نظام التكاليف القضائية سيسهم في التقليل والحد من تدفق رفع القضايا الكيدية، وتحدد معايير تقدير التكاليف والقواعد والضوابط بصدور اللائحة. وأكدت تطور العمل القانوني في السعودية ونجاح السعوديات وبروزهن في إنجاح وتحقيق إنجازات المجال القانوني لما يتمتعن به من صبر وذكاء وحنكة وتطوير مستمر للقدرات القانونية والمتابعة المستمرة. وأضافت: الأنظمة الجديدة سترفع مستوى لجوء الأفراد والشركات للاستعانة بمحامٍ متمرس ومختص قبل رفع القضية والترافع بها تفادياً لتكبد الخسائر عند رفع القضية بشكل خاطئ من ناحية الاختصاص وتكييف القضية، إذ إنها من أساسيات علم المحامي.

وأضافت ريم: إن النظام سيعزز من طرق التسوية الودية عن طريق مكاتب المحاماة من أجل الوصول إلى حل بين الخصوم عبر خطوات مدروسة ما يعود بالفائدة على المدعي بتقليل التكاليف وعلى المدعى عليه بعدم تحمل عبء الخسارة في حال صدور حكم قضائي قطعي ضده بسداد المبالغ التي في ذمته إضافةً الى التكاليف القضائية وأتعاب المحاماة. «الالتزام سواءً تجاه الجهات القضائية أو الموكلين هي من أساسيات أخلاقيات مهنة المحاماة، وعلى المحامي الالتزام بالواجبات الواقعة على عاتقه وفقاً لما حددته الأنظمة وأن يحرص على تحقيق العدالة ويحافظ على أسرار المهنة، ويراعي مصلحة موكله».

تغيير في أولويات العائلات

استشاري الجودة الدكتور عبدالله عبدالرحمن الصلفيح، يرى أن مفهوم جودة الحياة مقياس لمدى رفاهية ورضا الأفراد والمجتمعات والشعوب، وله علاقة بأهدافهم وتوقعاتهم ومعاييرهم واعتباراتهم، وهو مفهوم واسع النطاق، يتأثر بالصحة الجسدية للشخص، وحالته النفسية، ومعتقداته الشخصية، وعلاقاته الاجتماعية. وأكد الصلفيح أن جائحة كوفيد-19 أحدثت تغييرات كبيرة في أولويات الأسرة والمجتمع في جودة الحياة، ومنها الرعاية الصحية الأولية التي لو قدمت بشكل سليم، فإنها تشكل الأساس لحياة جيدة ونظام رعاية صحية وطنية مزدهر. ومع بداية جائحة فايروس كورونا أدت الرعاية الصحية الأولية والإجراءات الاحترازية التي عملت عليها وزارة الصحة السعودية حتى الآن إلى توفير الأطقم الطبية والدواء على مدار الساعة وفي أي مكان، إضافة إلى توفير اللقاحات التي أسهمت في المحافظة على المواطنين والمقيمين.

في مقابل ذلك، تعرضت بعض دول ومناطق العالم إلى تبعات مأساوية أثناء جائحة فايروس كورونا وأثبتت المملكة صلابة نظامها الصحي للتصدي لتلك الجائحة. وعن قطاع التعليم، قال الصلفيح: إن الجائحة تسببت في انقطاع أكثر من 1.6 مليار طفل وشاب عن التعليم في 161 بلداً، بنحو 80% من الطلاب الملتحقين بالمدارس على مستوى العالم، وما كان هناك من حل أمام أغلب الدول سوى الانتقال إلى التعليم عن بُعد في محاولة لإنقاذ الموسم الدراسي لهذا العام. يرى استشاري الجودة، أنه بالنظر إلى عمليات التسوق، نجد أنه خلال جائحة كورونا تخوف المتسوقون من الذهاب إلى المراكز التجارية، ما جعل تجربة التسوق عبر الإنترنت تتحول من تجربة دارجة إلى استراتيجية طويلة الأمد.

وعززت أزمة كورونا من التهديد الذي تمثله التجارة الإلكترونية على المتاجر التقليدية ما دفعها لتسرع تبنيها للتجارة الإلكترونية، وتسابق الزمن لتثبت وجودها. ولفت الصلفيح إلى أن قطاع السياحة، تأثر بجائحة كورونا وأدى إلى تسلّيط الضوء على المواقع السياحية الداخلية التي كانت موجودة منذ زمن بعيد، وكانت تحتاج إلى إعادة نظر وإعادة تطوير لتصبح مواقع جاذبة للسائح المحلي والإقليمي والعالمي، وقامت وزارة السياحة ووزارة الثقافة بدور جبّار للترويج للسياحة الداخلية.

الفنانة مشاعل: الأذكياء استغلوا الركود

الفنانة مشاعل بنت محمد، ترى أن جائحة كورونا أثرت على الفن في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا في ظل ظهور أسماء فنية جديدة ستكتسح الساحة الغنائية الخليجية.

وأشارت، إلى أن أزمة كورونا عطلت كثيراً من المهرجانات والأفراح والاحتفالات والفعاليات، وجعلت التحدي قائما، وأخرجت كثيراً من الفنانين والفنانات الجدد من سباتهم، وهي مرحلة تغيير فنية كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط في مصر وبيروت والخليج عموماً.

وكشفت مشاعل، أنه في الفترة الماضية كانت الساحة الغنائية تعاني من الملل والتكرار والتقليد، وظهرت أصوات جميلة ليعود الفن من جديد.