مشعل الأسمر
مشعل الأسمر
عبدالله البقعاوي
عبدالله البقعاوي
ماجد الطريفي
ماجد الطريفي
-A +A
تحقيق: متعب العواد Motabalawwd@
تعتبر المملكة في المرتبة الأولى أو الثانية عالمياً في استخدام تطبيق «سناب شات» من قبل 11 مليون مستخدم وفقاً لسناب سات بزنس في ٢٠١٨. وكانت الرياض في المقدمة بنسبة 50% من إجمالي المستخدمين، إذ وصلت نسبة النساء المستخدمات للتطبيق إلى 60% بالمقارنة مع الرجال 40%.

وأظهر التطبيق حب التباهي ما بين مستخدميه والتفاخر أمام الآخرين، وأحدث حالة من الهوس بين الشعور بالنقص والتقليد الأعمى وسيطرة الثقافة البصرية البعيدة عن الأخلاق والعرف الذي يربط الأسرة، بل غيّر الكثير من المفاهيم التي تخصّ الحياء والخصوصية بين الأزواج والأسر، وتحول بعض السنابيين إلى اختراق كل أوجه الخصوصية؛ فما كان محرّما في الماضي أصبح مباحا ومتداولا على سناب شات رغبة في الشهرة حتى لو كانت على حساب زوجته وأطفاله.


قصص مضحكة

يلجأ العديد من السنابيين إلى اختلاق قصص عن حياتهم الشخصية لزيادة عدد المتابعين بشكل يوثق حساباتهم من قبل الشركة الأم، وحينما تبرر الغاية الوسيلة فلا يهم إن كان الإعلان عن زواج أو طلاق أو رواية تتناول الخيانة ما بين الصديقات؛ فهل أصبحت السخافة ثقافة جديدة للمتابعين؟ وهل أصبحت الخصوصيات الأسرية باباً للشهرة في ظل صمت الشركة المنتجة للتطبيق تجاه التجاوزات رغم تعهدها بحفظ الخصوصيات وحذف أي حساب يتجاوز الأعراف؟ كما استغلت المتاجر الصغيرة مشاهير السناب الموثقين للإعلان لهم، وأحالت وزارة التجارة أخيراً صاحب متجر إلكتروني متخصص في بيع أجهزة الجوال إلى الجهات الأمنية، إثر ثبوت قيامه بعرض أجهزة جوال بأسعار مخفضة عبر الموقع الإلكتروني للمتجر، والإعلان عن ذلك عن طريق عددٍ من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، واستلام حوالات من المشترين عبر الحساب البنكي الخاص بالمتجر بقيمة إجمالية تجاوزت 4 ملايين ريال، مع عدم الالتزام بتسليم الأجهزة المعلن عنها للمشترين.

انعزال

وخلصت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للطب الوقائي، استطلعت آراء 7 آلاف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و32 عاما، إلى أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا سناب شات، يصبحون أكثر عرضة مرتين للشكوى من العزلة الاجتماعية، التي يمكن أن تتضمن نقصا في الشعور بالانتماء الاجتماعي، وتراجعا في التواصل مع الآخرين، وفي الانخراط في علاقات اجتماعية أخرى ويمكن لقضاء مزيد من الوقت على موقع سناب شات الافتراضي.

هوس أضحى إدماناً

يقول الأخصائي الاجتماعي مشعل الأسمر إن هوس بعض المشاهير الأزواج بالتصوير صار إدماناً ونهماً فهم لا يتركون شاردة ولا واردة إلا صوروها لعرضها عبر حساباتهم، وهذا أرى أنه اعتداء صارخ على القيم والعادات المجتمعية لدينا.

وأضاف: يصنف هذا التوجه ضمن الهوس بالشهرة، فالاستخدام السيئ بات يشكل النسبة الأعلى لدى السنابيين، والإنسان بطبيعته مستكشف لما يدور حوله وهذه طبيعة لدى البشر ولكن هناك خطوطا حمراء لا يجب تعديها. ومن المؤسف أن الاستسلام لرغبات النفس وحب كشف المستور بات سائداً. ولا يجب التعميم على كل متابعي السناب بأنهم تركوا متابعة المفيد وانساقوا خلف السيئ، ولكن لا ننكر أن غالبية المستخدمين والسواد الأعظم هم في سن الشباب من الجنسين.

ضعف الغيرة

ويرى الأخصائي الاجتماعي عبدالله البقعاوي أن ما يفعله الإنسان يضعه في مقياس النفع والضر، طبعا بعد الحلال والحرام، فإن كان حلالا ينظر مدى نفعه ومدى ضُرِّه فإن غلب النفع نشر. ونظرتي لما ينشر من خصوصيات داخل المنزل النفع فيه قليل بل قد يلحقهم ضرر جراء هذا التصوير؛ كونه يجعلهم للمثالية أقرب وبعيدين عن التلقائية وكل من كان للمثالية قريب فارقته السعادة ورافقته الكآبة. وأيضا هناك أمر خطير قد يؤديه ذلك وهو ضعف الغيرة من الطرفين، فالغيرة المعتدلة هي خلق فاضل يعني كراهة الرجل اشتراك غيره في ما هو حقه.

سوق سوداء للتوثيق

ضلل العديد من مشاهير السناب شات الموثقين المستخدمين دون أن يكون لديهم متابعون أو محتوى يذكر، فكل ما عليهم دفع 5 آلاف دولار لوسيط سعودي أو لبناني الجنسية لإنهاء المهمة بسرعة فائقة.

«عكاظ» تواصلت مع مسؤول تطوير أعمال شركة Inc Snap في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المهندس حسين فريجة للإجابة على عدد من الاستفسارات، لاسيما تلك المتعلقة بوجود الوسطاء لتوثيق الحسابات بمقابل مادي، إلا أنه رفض الإجابة على الأسئلة طالباً تغييرها.

مشكلة صحية عقلية

ووصف الأخصائي النفسي ماجد الطريفي التعامل مع التطبيقات الإلكترونية في المملكة بالإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو اضطراب مصنف طبيا في الوقت الحالي، مشيراً الى إجماع باحثين من جامعة نوتنغهام في دراسة سابقة على أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يعد مشكلة صحية عقلية قد تتطلب علاجاً، ولكن بشروط؛ وهي عدم تحول أجهزة الدولة وهيئاتها التحول الرقمي الذي يجبر الجميع على التحول معهم وإدمان الإنترنت فالمسألة معقدة، لافتاً إلى أن الإدمان على التطبيقات يعد حالة من الإفراط في التقاط هذه المقاطع رغبة في فرض نفسه كشخص يملك التحدي في الثقافة والقدرة على المناقشة والحوار ويتحدث بطلاقة في ذلك، والأسباب تعود لعملية الكبت التي يتعرض لها في البيت والعمل وغيرها بهدف جذب اهتمام الناس وهذا دلالة على هوس شخصي.

وأضاف الطريفي: لو لاحظت أن مشاهير السناب في بداية انطلاقتهم كانت من باب الصدف فإما حكاية أو موقف معين أو طلاقة حوار ومعلومات وكاريزما نجحت معه، على العكس من الأساتذة وأعضاء هيئات التدريس والأطباء وغيرهم الذين يتحدثون بتخصصهم ومع هذا ليس لهم قبول أو متابعون، فهنا حالة المتلقي الذي لا يريد البسطاء وتلقائية المتحدث. ومشاهير السناب قد يكونون سببا في تغيير سلوك الأشخاص المتابعين لهم، خصوصا الأطفال الذين يتابعون كل ما يقدمه «المشهور» وقد يتبعونه في أشياء كثيرة، وهنا أيضا كارثة أخرى لكن القوانين الأخيرة سنت نظاما صارما وحازما.

معلومات وحقائق

ووفقا لمركز للدراسات الإعلامية بالمملكة، الذي عمد إلى متابعة ورصد محتوى حسابات «10» موثقة في سناب خلال يومٍ كامل، كشف أن أغلبها حسابات إعلانية ولا تَشغَلُهُم خدمة المجتمع وتقديم محتوى بنّاء ومفيد، بقدر انشغالهم بتحقيق الرِّبح المادى من خلال التسويق والدعاية للسّلع المختلفة.