-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
أثبت اليتيم بأنه أكثر استعدادا للتفوق والإنجاز، فالمعاناة في كثير من الأحيان تولد النجاح والإبداع، ولعل نماذج الأيتام التي قدمت نفسها في المملكة هي دافع لأن تعمل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على الاعتناء بهذه الفئة، وقد أعلن وزير العمل والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي التوجه إلى التوسع في الأسر الحاضنة وأن الايتام سيتوجهون في 2020 إلى أسر حاضنة ولا يوجد يتيم في دور الرعاية. وأن دور الإيواء والوضع الحالي لها مصيره الانتهاء والإغلاق.

يقف الكثيرون عند ذلك مرحبين بالقرار، فالأيتام من حقهم أن يعيشوا في ظروف مهيأة بعيدا عن بيروقراطية الدور وأنظمتها، التي تقف حاجزا أمام الكثير من المبدعين والمنجزين من الأيتام.


وذلك ما أكده عدد من الأيتام، فتجربة محمد خالد هي واحدة من التجارب المشرقة التي وجدت نفسها في بيئة مناسبة حينما تبنته أسرة من المنطقة الشرقية لتهيئ له الجو الأسري الملائم وتغمره بالحب والدفء والحنان، ليكون بعد 16 عاما جزءا من الأسرة يتلقى منها كل رعاية وحنان، لينضم إلى برامج الموهوبين ويتفوق في دراسته، وهو في طريق النجاح دائما.

فيما تقف تجربة أخرى نموذجا للاهتمام الأسري المباشر بالأيتام، فيقول الشاب عبدالله محمد، إنه يحقق جزءا من نجاحه بعد أن تخرج من الجامعة بدرجة البكالوريوس ويواصل دراسته في الماجستير في نظم المعلومات، وهو ابن يتيم تبنته إحدى الأسر السعودية وقادته للاستقرار الذي لن يجده في أي دور من دور الأيتام، فالأسر الحاضنة أكثر دفئا من غيرها، ففيها يجد اليتيم مكانا له مناسبا.

وكشفت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لـ «عكاظ» عن تزايد طلبات رعاية الأطفال الأيتام، التي بلغت أكثر من 3000 طلب على مستوى المناطق حتى الآن، لافتة إلى أن هناك 8694 أسرة كافلة للأيتام، وتصل نسبة إسناد كفالة الأيتام الأطفال الأصحاء إلى 100%.

وقال المتحدث باسم وزارة العمل خالد أبا الخيل لـ«عكاظ»، إن الوزارة تهدف من خلال برنامج كفالة الأيتام إلى توفير الجو الملائم لتقديم الرعاية للطفل اليتيم أو الطفلة اليتيمة من ذوي الظروف الخاصة المشمولين بخدمات الوزارة، لينعم بالتنشئة السليمة ويحصل على أوجه الرعاية من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والعقلية، وأن يكون إلحاقه بالدور الايوائية آخر الحلول وعلى نطاق محدود.

وشدد على أن هذا البرنامج يعد من أفضل الحلول وأنسبها لتقديم خدمات الرعاية للطفل اليتيم عبر احتضانه والتحاقه بإحدى الأسر السعودية الطبيعية، ليتمكن من اكتساب قيم المجتمع وعاداته ويتعلم ثقافته ويندمج ويختلط بأفراده، ويحصل على حياة كريمة حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس.

ولفت أبا الخيل إلى أن أهلية الأسرة الحاضنة تتحقق من خلال 4 شروط، للتأكد من صلاحية الأسرة من الناحية الصحية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، بما يحقق مصلحة الطفل اليتيم.

وأشار إلى حرص الدولة على تقديم العون والمساعدة للأسر المحتضنة، لتستطيع تقديم أفضل أوجه الرعاية من خلال تقديم الإعانة الشهرية لتكون معينا ومساعدا على مصروفات اليتيم المكفول، إضافة إلى المتابعة الدورية من فروع الوزارة، وتقديم البرامج الخاصة للوقوف إلى جانب هذه الأسر لتجاوز العقبات والصعوبات التي قد تواجهها عند تقديم الرعاية.

وأضاف أبا الخيل: «إنه نظراً لأهمية برنامج الكفالة وكونه أفضل السبل وأنسبها لتقديم الرعاية للأيتام، سعت الوزارة إلى وجود مبادرة ضمن رؤية المملكة 2030، تهدف إلى تطوير وتفعيل برنامج كفالة الأيتام، إذ تم إطلاق مبادرة تحت مسمى «إستراتيجية كفالة الأيتام» لتتناسب مخرجات هذه المبادرة مع المرحلة القادمة لرعاية أبنائنا الأيتام».