-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف) r777aa@

يشاهد زوار «سوق عكاظ» يوميا في جنبات الجادة، حركة القوافل العربية تحت أصداء قصائد الشعراء وحوافر الخيول وصليل السيوف والخناجر، في مشهد درامي تاريخي يستحضر ما كان عليه السوق قبل أكثر من 1400 عام، حيث يجلس النابغة الذبياني تحت قبة حمراء لتحكيم قصائد الشعراء وتحديد مراتبهم، فيما يصدح هناك عمرو بن كلثوم مع بني تغلب بشخصيته الصارمة ونظراته المحددة وسيفه في يده منشدا بصوت جهوري يسمعه من في السوق (إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ *** تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا).

وفي الطرف الآخر، عمالقة الشعر الجاهلي من النابغة لامرئ القيس يتعاكضون قصائد الفخر والاعتزاز بالقيم والأخلاق والكرم والرجولة، وهناك ساحة علماء العرب والأحاجي الثلاث والتجارب العلمية وعروض تمثيلية لشخصيات بارزة من العلماء.

وكما للفن والموسيقى ساحات، خصصت أيضا ساحات للشعراء وندوات أدبية نقدية، وفي حي العرب 11 جناحا تتجوّل فيها الجموع من جناح المملكة العربية السعودية إلى جناح الإمارات العربية المتحدة التي ترحب بالزوار بثقافتها وأصالتها من فنون وصناعات حرفية، وفي البحرين ستعيش التراث وصناعة السفن، أما الكويت فأبراجها شامخة تعرّف الزوار على صناعة القراقيع وشباك صيد السمك المستخدمة في الحداق أو الصيد البحري، ومصر الحاضرة بعاصمتها القاهرة مروراً بالإسكندرية والنوبة، وسلطنة عمان تستقبلك بالحلوى الشهيرة، والأردن بمطرزاته التراثية وأكلاته الشعبية، ولبنان يصدح بأشهر أهازيجه، والعراق بطربه وثقافته الكبيرة، والمغرب وتونس بترحابهم، وملابسهم وأطباقهم الجميلة.

وفي السوق الشعبية دكاكين لبيع التراثيات والمنحوتات، فيما تعرض أهم البضائع التي كانت تحملها القوافل العربية فوق الجمال.

ويشير أحد الباعة لـ«عكاظ» إلى أنهم يبيعون السلع التراثية المصنوعة بالأيدي، فيما يرى أحمد الزهراني وفيصل النمري وعبدالعزيز الشمري (زوار) أنهم قصدوا السوق لمشاهدة عنتريات عمرو بن كلثوم وحِكم الذبياني تحت في خيمته وما يعرض من من تمثيل لوقائع وشخصيات تاريخية فيها تجسيد لما كان عليه السوق قديماً.

ويحتفل السوق في اتجاه آخر كل عام بأحد الشعراء قديما ليستعيد هذا العام شخصية أبي العلا المعري في إحدى ندواته الأدبية عن شخصيته وأشعاره، وهو أحد أدباء الدولة العباسية ولقّب بـ«رهين المحبسين».