الشربتلي مع طلال.
الشربتلي مع طلال.
-A +A
محمد المرحبي (جدة) almarhapi@
صنعت كلماته العديد من الأغنيات، شارك عبرها مشاعر الحب والفراق، ووضع بصمته الشعرية برفقة أصوات الكثير من المطربين في العالم العربي، ليبقى اسم سعود الشربتلي مرتبطا بهم، ولذكريات تعود كلما سمعت تلك الأغاني.

وفي وقت كشف الشربتلي لـ«عكاظ» عن 4 أغنيات جديدة له سترى النور قريبا من ألحان ميثم علاء الدين، يؤكد في حديثه لـ«عكاظ» أن علاقته بجميع الفنانين جيدة جدا، في ظل استمرار التعاون بينهم أو توقفه، ويقول: «لم تعد تبهرني أغاني عبدالمجيد عبدالله وبالتحديد من بعد ألبوم «ادلع يا كايدهم»، خصوصا أن هذا الألبوم كان قمة في اللحن والأداء واكتسح الأسواق بقوة، بينما لا يزال فنان العرب محمد عبده متصدرا القمة رغم كل شيء ولديه لياقة فنية عالية، وأتمنى أن يعود كل من طلال سلامة ونوال الكويتية للساحة الفنية، لأن نوعية صوتيهما نفتقد إليها».


ويرى الشربتلي أن راشد الماجد عرف قوانين اللعبة وأصولها، مؤكدا أنه منافس حقيقي على القمة، فيما يرى في توجه حسين الجسمي إلى اللون الشعبي المصري نجاحا باهرا بالرغم من حاجة اللون الخليجي له، وزاد: «الفنانة أحلام في تألق مستمر وتجديد، وهي في تصاعد مستمر وتعرف كيف تقيم أعمالها وهذا شيء جميل، أتمنى لها التوفيق، وعبدالله الرويشد لا يمل من محاولات التجديد والتنويع وهذا جيد جدا، وأعجبني رجوع عبادي الجوهر إلى الوسط الفني بقوة مع إصراره وحماسه، وفي الأخير افتقدت طلال مداح الفنان والإنسان».

«خلصت القصة» العمل الطربي الأول

وأوضح الشربتلي أن محاولاته في كتابة الشعر بدأت منذ الصغر وبمتابعة من معلم اللغة العربية، وزاد: «كنت أكتب بيني وبين نفسي، وطلال مداح كان يشجعني حتى انتهيت من كتابة أغنية «خلصت القصة»، كانت هذه الأغنية أول عمل لي في حياتي، وفور انتهائه من تلحينها قال لي أنت تقول إنك ذاهب إلى القاهرة؟ خلاص أروح معاك هناك ننفذ العمل، وبالفعل سافرنا وسكنا سويا في الفندق، وطلب مني عملا آخر وقدمت له كثيرا من الأعمال، حتى أن إحدى الصور الشهيرة لبروفة طلال مداح خلف مسرح لاقت رواجا، وكانت في كواليس حفل غنائي في القاهرة عام 1986 في سينما فيكس وبالتحديد في شهر أغسطس».

بسببي أُدخل محمد عبده الشرطة !

واسترجع الشربتلي ذكريات تعارفه الأول مع محمد عبده، وقصة تسببه في دخول فنان العرب إلى الشرطة، يقول: «صحيح أن أكثر أعمالي الغنائية كانت مع طلال، ولكن محمد عبده هو أول فنان تعرفت عليه وبالتحديد عام 1971، رغم حصول موقف طريف في هذه العلاقة.. في ذلك الوقت كنت صغيرا في السن ووجدته في أحد الأماكن، وعرفته بنفسي، وطلبت منه أن يقبل دعوتي في اليوم الثاني ونذهب للتنزه، وفي ذلك الوقت كنت أقلده في لبس الشماغ وتفصيل الثوب، وعندما صعد معي في سيارتي قال لي: هو أنت؟ فاستغربت وقلت: لماذا؟ قال لي: اتصل علي مدير الشرطة ذات مرة وطلبني وذهبت إليه، فقال لي أنت فحطت بالسيارة، وطلع حجر كسر زجاج السيارة اللي وراك، فقلت: أنا ما عمري فحطت! وسألوني: هل لديك سيارة بهذه المواصفات؟ فقلت: والله مش سيارتي، فقالوا: يقال إنه محمد عبده».

الأغنية الأولى مع المداح.. عيد ميلاد

وأشار الشربتلي إلى علاقة طويلة جمعته مع طلال مداح بدأت منذ 1983. وأضاف: «ذات مرة أقمت حفلة عيد ميلاد لأبنائي ووجهت الدعوة إلى طلال مداح، وحجزت له السكن، وعزمته وزوجته، وكان من ضمن المدعوين شخصيات مهمة، فقال لي طلال يا أبو سلطان ما شاء الله أنتم مو ناقصكم شي، وش يجيب الواحد لكم، لكن أنت قلت لي بتكتب شعر عطني قصيدة ألحنها وأغنيها لأولادك، وبالفعل كتبت له ولحنها وغناها في الحفل على أجمل ما يكون، وقال: كلامك حلو وهو الشي الذي دفعني وخلاني أكتب الشعر، لتكون تلك الأغنية أولى الأعمال مع طلال مداح».

جزائري أتعب قلب

«صوت الأرض»ويواصل الشربتلي حديثه عن المواقف مع الراحل طلال مداح، يقول: «هذه قصة لا أحد يعرفها، ذات مرة كنا نسير بالسيارة في لندن وبالتحديد بجوار المركز الإسلامي في فصل الشتاء، وفجأة وجدت طلال يضرب على السيارة، ورأسه إلى الأسفل، ويطلب مني الوقوف، والسبب أنه شاهد شخصا بجوار المركز في حالة يرثى لها». وأضاف الشربتلي: «نزل طلال وتحدث مع الرجل واكتشف أنه جزائري الجنسية، وأحضره إلى السيارة وأركبه معنا وطلب مني أن أذهب إلى مطعم فاخر، فقلت له هذا إنسان غلبان خلينا نعطيه أي شيء ونمشي، فقال طلال: روح يا أبوسلطان المكان اللي كلمتك عليه، ونزل طلال للمطعم واشترى للرجل طعاما وأحضر له عصيرا، وجلس الرجل يأكل حتى اكتشفنا أنه لم يأكل منذ يومين، ليبادر طلال مداح بقوله هذا يا أبو سلطان ينطبق عليه قول الله تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم). وبعد انتهاء الرجل من الأكل أخرج طلال مداح ما في جيبه من نقود وأعطاها للرجل، وقال لي معك نقود؟ قلت له نعم، فقال هات 500 باوند وأعطيته، وقلت له دعه يذهب، قال لا والله، وأخذ هاتف الرجل وأسكنه في الشقة وأصبح يتابع حالته يوميا».