-A +A
آمنة العبدالله
جرت العادة في مجتمعنا وفي تقاليدنا على مفهوم خدمة الفتاة للولد، أو الزوجة لزوجها، وبالرغم من أن المرأة لم تُلزم بخدمة الرجل دينياً كفرض في الحياة أو واجب، سأتكلم من ناحية تربوية أكثر وبحسب ما عايشته ورأيته عند أغلب العائلات، كنت أتمنى من الأم التي عندما تنجب أطفالها أن تجعلهم يعتمدون على أنفسهم في أمور حياتهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، فذلك لا يهم، المهم هو أن ننشئ جيلاً غير اتكالي في القيام بأموره الخاصة، منذ متى ونحن نربي الفتيات على خدمة الأولاد في المنزل، ونحصرها عليهم ومنذ متى نمنع الأولاد من المشاركة في القيام بالمهام المنزلية، لقد أوصانا الله بالتعاون في ما بيننا ولم يوصِ المرأة بخدمة الرجل.

هذا المفهوم يجب أن ينشأ أطفالنا عليه وأن يدركوا أن الحياة مشاركة ومساعدة. تحدث العديد من المشاكل بين الزوجين ويكون السبب أن الزوجة لا تخدم الزوج!


وبلا شك المشاركة بحد ذاتها تخلق السعادة والتفاهم بين الطرفين، وتزيد من الحب المتبادل. الزواج عبارة عن شراكة وتعاون في ما بين الطرفين، وعلى المرأة أيضاً أن تعمل وتبحث عن شيء يجعلها متميزة ومختلفة، تقاليد المجتمع التي خبأت المرأة في قوقعة المنزل وجعلت منه وظيفة لها انقضت الآن. من حق المرأة أن تعمل وتنجح وتصنع عالماً خاصاً بها إضافة لعالم المنزل والأسرة، أنا لا أعلم لماذا معظم الفتيات ما زِلن يرفضن فكرة الدخول في سوق العمل، ولا يحاولن مجرد المحاولة في التغيير، أملاً في رجل قد يأتي وقد لا يأتي! يجب أن نحرر أفكارنا من سجون التقاليد والآراء الركيكة، يجب أن نعيش بمنطق وعقل، وعصر جديد، نحن نريد أن نقول فعلنا نحن، بدلاً من أن نقول «هكذا كان آباؤنا يفعلون»!

a-alabdullah@hotmail.com