-A +A
عباس شرقاوي abbas_shargawi@
قد يكون تخفيفاً من ضغوط الحياة أن تتذمر، فهل يخف الشعور بضغوط الحياة بعد التذمر، أم أنها تبقى كما هي وشعورنا بها لا يتغير، وذلك التذمر، كان تنفيساً لم يرح نفوسنا، وجعلنا في موقف دفاعي منخفض التكتيك، فمتى يكون التذمر تنفيساً لحظياً، يعطيك مساحة لتلتقط أنفاسك، وتنتقل لدفاع منسق تمهيداً لدفعه بعيداً عن ساحتك.

وهل إذا استبدلنا التذمر بالفضفضة مع الرسائل الإيجابية، نكون قد شحنَّا أنفسنا بطاقة قوة ووضعنا أنفسنا موضعاً يمكننا من المناورة الجيدة مع الضغوط، ليست المشكلة الحقيقة في الضغوط وإنما في طريقة إدارتنا لأنفسنا حينما تحصل الضغوط، التصرف الإيجابي هو فعل شيء ما تجاهها، يبدأ بفهمها ورصدها بوضوح، ووضع حلول لها، والسعي للتخلص من ضغطها، فهناك ما يكدر فقط لا غير، وهناك ما يشغل ذهنك باستمرار، مواجهة المشكلة باتخاذ قرار تجاهها هو أقصر طرق الحلول، والاكتفاء باجترارها وتكرارها على الذهن يثبتها في التصور والفكر لا غير، وليس حلاً لها ولا يقلل من ضغطها، ادرس خياراتك، واختر أفضلها وتصرف على ضوئه، بعضها مثل حليب انسكب بالتراب فتنساه وتكمل طريقك، وبعضها كنار اشتعلت بمكان «فأنقذ» ما يمكن إنقاذه واستعوض الله فيما فقد وذهب، وبعضها الحل تحت التنفيذ وتحتاج لوقت لمعالجتها فتابع معالجتها، واحسم أمرك وانطلق، وقليل منها قضايا مصيرية، ومعظمها مواضيع عابرة صغيرة، أشجار التذمر ينمو على جنباتها اليأس والقنوط والغم والقهر والشعور بالغبن، وقطعها خير موضوع، الفعل الإيجابي يزيح مشاعر الغم وضغوط الأحداث، ويعطي الفرصة لنمو التصرفات السليمة، والمشاعر الصحية، ويمكنك من النهوض والعمل المثمر.


والتذمر نغمة حزينة تستجلب المتذمرين فيجتمعون ويدعمون اتجاه التذمر فهم ليسوا خير رفقة للبناء والأمل، فالصبر والدعاء، واستلهام سيرة العمليين، دعم حقيقي لك، فتعلم أدعية زوال الغم والهم وابتهل إلى الله بها، ولو كان القرار كبيراً ففكر وشاور واستخر.

وبالتجربة فإن كتابة ما يغمك وتفريغه على الورق يخرجه من دائرة ضغطه على ذهنك، ويجعله سهل الإدارة، ولا تنسى إتلاف الورق بعد تفريغه، أتمنى أن المقال كان مفيداً لإزاحة التذمر ومسبباته والله الموفق.