Print
Print
-A +A
م. سلطان فادن * s_faden@
تقرير مؤشر المدن المستدامة للعام ٢٠١٨ جاء بتركيز مختلف وبتعديلات وتطورات وبالتالي نتائج مختلفة أيضاً، إذ كان المحور الأساسي لهذا العام من نظرة «مدن تتمحور حول المواطن». مؤشر (Sustainable Cities) بدأته شركة أركاديس الاستشارية (Arcadis) منذ عام 2015م، تنشيطاً ودعما لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الذي صدر في نفس العام (UNSDG’s). ومنذ البداية تم الاتفاق على التعريف العام للمدن المستدامة أنها هي الأماكن التي تم تخطيطها وإدارتها مع الأخذ في الاعتبار بالتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحيث تصبح موائل مرنة للسكان الحاليين، وذلك دون تهديد أو المساس بقدرة أجيال المستقبل في مواجهة نفس الصعوبات الحالية. أهمية قدرة المدن للتأكيد على توفير مصادر المستقبل للأجيال القادمة، عليه أن يتوافق مع الاستجابة للتغيرات في نماذج العمل والظروف الاقتصادية. وأظهرت بيانات المؤشر أن أسس استدامة المدن: 1- قوى عاملة ذات صحة وتعليم. 2- بنية تحتية منخفضة الانبعاثات الكربونية. 3- سهولة القيام بالأعمال. عن مؤشر ٢٠١٨م، يقول رئيس فريق إعداد التقرير بـ«أركاديس» جون باتين فيما يتعلق بالتركيز على المواطن: «واصلنا هذا العام في أعمال المؤشر، الأبحاث في الأبعاد الثلاثة للاستدامة: الناس والكوكب والأرباح (People, Planet and Earth). كما استهدفنا هذا العام فهماً عن عمق كيف أن مدناً مختلفة تمكن مجموعات مواطنين مختلفة، بإمكانهم سد حاجاتهم المحددة». وبينما أظهرت دراسات مؤشر ٢٠١٨ أن الاحتياجات الناشئة مثل الاتصال الرقمي، تمت معالجتها في مدن عدة على جميع مستويات الاستدامة. ليصبح عنصر سعادة المواطنين مهماً ومرتبطاً حالياً بمحاولات التحسين في التحول الرقمي. وبينما تتوسع الخدمات الآلية للمدن، فإن المدن تصبح أكثر اعتماداً على البيانات الصادرة من المواطنين لدعم الوظائف الأساسية. وهذه علاقة تزداد صعوبة يوماً بعد يوم. وعليه، فإن مقاييس الاستدامة تحتاج إلى قدرة على قياس قدرة أداء المدينة الحالي، وعلى تخفيف الآثار المستقبلية، وأيضاً الاستثمار في القدرات المستقبلية، جميعها من منظور المواطن. كل ذلك مع الاحتفاظ بمبدأ أن الحاجات الأساسية للمواطنين هي أولا: مأوى، وثانياً: الحصول على الغذاء والماء، وثالثاً: توفر الدفء. يذكر أن المدن السعودية خارج قائمة مؤشر المدن المستدامة للعام ٢٠١٨ علماً أنه في ترتيب المؤشر نفسه عام 2016م كانت العاصمة الرياض في المرتبة (76) ومدينة جدة في المرتبة (81)، وأورد هنا ترتيب بعض المدن المستدامة في مؤشر المدن المستدامة ٢٠١٨، إذ تصدرت لندن الترتيب، وحلت ستوكهولم ثانياً، وأدنبرة ثالثاً، بينما جاءت كوالامبور في الترتيب 67 ومومباي في المرتبة 93 والقاهرة 99.