-A +A
حمود أبو طالب
في المؤتمر العالمي لاقتصاديات الطاقة، يسجل مجدداً سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة حضوره النابه الذكي ويستحضر بشكل تلقائي خبرته الطويلة في معترك الطاقة وملابساتها ومعرفته بدهاليزها وأجنداتها المسيسة منذ زمن طويل، لكنه تسييس أصبح واضحاً وجلياً في الوقت الحاضر، يتغير ويتلون ويتقلب خطابه من وقت لآخر لكن أهدافه الإستراتيجية معروفة ومكشوفة للجميع، لا سيما المتخصصين الضالعين في هذا المجال كالأمير عبدالعزيز بن سلمان.

يحاول عبدالعزيز بن سلمان دائماً الإجابة على أسئلة الإعلاميين المراوغة أو المستفزة أو المتغابية عن الحقائق المعروفة بلباقة ودقة ومهنية وإيجاز وبأسلوب مهذب، لكنه مع ذلك قادر على التعامل مع مبتدعي الأكاذيب ومروجي الشائعات عن المملكة في ما يختص بسياساتها ومواقفها بشأن إمدادات واقتصاديات وإستراتيجيات الطاقة في العالم كأحد أهم منتجيها ومصدريها ولاعبيها الكبار، قادر على فضحهم وتعريتهم ومواجهتهم بما يستحقونه، نتذكر عندما أراد مندوب إحدى أشهر وكالات الأنباء العالمية طرح سؤال عليه في أحد المؤتمرات لكنه رفض تلقي سؤاله ونصحه بأن يطلب من وكالته أخذ الأخبار من مصادرها الرسمية بعد أن بثت الوكالة خبراً كاذباً عن المملكة في ظرف عالمي حرج.


في المؤتمر الأخير الذي أشرنا إليه، فضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان بشكل لبق نفاق الدول التي كانت تطالب باستخدام الطاقة البديلة في محاولة لتسييس ملف الطاقة، الدول التي كانت إلى وقت قريب ضد الوقود الأحفوري لكنها اتجهت إلى الخشب والفحم الأكثر ضرراً على البيئة. كان يرد على أحد الصحفيين من الصنف الذي يحاول التمويه، لكن الأمير طلب منه أن يتذكر من هي تلك الدول، وما حجم الانبعاثات التي تتسبب فيها. كان الأمير يشير إلى المعايير المزدوجة التي تنتهجها تلك الدول، والتناقض بين ادعاءاتها وممارساتها.

المملكة دولة تعرف جيداً مسؤوليتها تجاه العالم في موضوع الطاقة وتمارسها بخبرة ومهارة وشفافية والتزام ومصداقية، ووزير الطاقة يترجم هذه المسؤولية ببراعة تُفحم الذين يحاولون المزايدة عليها.