-A +A
هيلة المشوح
لا شك أن تحضّر الأمم لا يقاس فقط بإنجازاتها ومشاريعها وقوتها العسكرية والعلمية ومواكبتها لكل مستجد سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، بل إن المنجز الإنساني هو المؤشر الحقيقي الذي يصعد بالأمة من النهضة بمعناها التقليدي إلى النهضة بمعناها الشمولي للتحضّر حين تلامس هذه النهضة حاجات الإنسان أو تقترب منها بتوفير حياة كريمة له، ناهيكم عن دولة ضربت أسمى صور العمل الإنساني نحو (كل) شعوب العالم المنكوبة.

«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» هو صرح إنساني تجاوز المسمى الحقيقي للإغاثة إلى أبعاد إنسانية لا نملك إزاءها إلا أن ننتشي فخراً بانتمائنا إلى هذه الأرض الطيبة ونستظل بظل قيادة سخّرت جزءاً كبيراً من مقدرات هذه الأرض في خدمة الإنسان والإنسانية حول العالم. ومن خلال الاطلاع على أعمال المركز تتسامى مشاعرنا زهواً بما يقدمه منسوبوه وكوادره من خدمات لا تتوقف، وعمل لا يهدأ وعجلة تدور في أصقاع العالم تنقذ وتحمي وتشبع وتكسو، وسوف تجد خدمات المركز في كل بلد منكوب تمد اليد لكل محتاج وجائع، فخلال رصد «يومين فقط» من أعمال المركز كانت جسور الإغاثة تمتد إلى منكوبي الفيضانات في السودان، والمساعدات الغذائية في مرحلتين لإغاثة الشعب الصومالي الذي يواجه المجاعة والجفاف، وجسر جوي آخر لمنكوبي الفيضانات في باكستان.


يقدم مركز الملك سلمان للإغاثة خدمات جمة تترجمها احترافية وكفاءة العاملين في المركز والمتطوعين فيه، وتتمثل هذه الخدمات في «الأمن الإغاثي، إدارة المخيمات، الإيواء، التعافي المبكر، الحماية، التعليم، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الصحة، دعم العمليات الإنسانية، الخدمات اللوجستية، والاتصالات في الطوارئ»، بالإضافة إلى العمل بشكل مستمر ودؤوب كما يحدث في اليمن من خدمات اجتماعية وتنموية شاملة تخطت حدود الاحتياجات الاعتيادية إلى المساهمة في رفع مستوى التعليم والتدريب والتأهيل للنساء والأطفال، وبناء المشافي وغير ذلك من أعمال تأتي مساندة لبرنامج إعمار اليمن الذي تضطلع به المملكة بمبادراتها اللامحدودة، فهذا هو نهج المملكة التي تتصدر اليوم المشهد الإنساني عالمياً نتيجة للدعم غير المحدود الذي يلقاه العمل الإغاثي من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وهذه العناية ليست إلا انعكاساً للقيم الراسخة لقيادة المملكة وشعبها، النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، وترجمة لتاريخ المملكة الحافل بالعطاء.

في تصوير عفوي لموظف عسكري في مطار الخرطوم، وخلال الفيضانات التي اجتاحت بلدة السودان قال بكل عفوية (لي ٤٠ سنة موظف هنا، وأول طائرة تحط في مطار الخرطوم عند كل أزمة هي طائرة سعودية)، فهل هناك فخر يضاهي فخرنا بهذه الإنسانية العظيمة المقرونة دائماً باسم وطننا المملكة العربية السعودية الذي قدّم أكثر من ٨٣ مليار دولار مساعدات خيرية وتطوعية استفادت منها دول عربية وإسلامية كفلسطين واليمن ولبنان وسوريا ومصر وباكستان، ونفذت أكثر من ٤٩١١ مشروعاً إنسانياً حول العالم استفادت منها ١٦٤ دولة؟!

أخيراً.. شكراً «لجنود الإنسانية» العاملين في مركز الملك سلمان للإغاثة وعلى رأسهم معالي الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على المركز وجميع الكوادر المنتسبة إلى هذا الصرح الوطني الكبير وقوتنا الإنسانية الضاربة في أقطار العالم بأنهار العطاء والأيادي البيضاء!