-A +A
أحمد الشمراني
في كثير من الأحيان تأخذنا مشاغل الحياة إلى نسيان مواقع وأماكن كبرنا بها وشكلت في دواخلنا تاريخا كتبنا ولم نكتبه!

الحياة قصيرة هكذا نقول عندما نلتقي بعضا بعد غياب!


وهي مقولة مكررة فيها من العبر ما يجعلنا نتأملها قبل وأثناء وبعد نطقها..!

محمد الشمري كان بيننا يبث وينشر السعادة ودعنا بمقطع لم ولم نعلم أنه الأخير..!

في أحد مقاطعه كان يناشدنا من إحدى المقابر صوتاً وصورة بالدعاء للأموات.

كان يدعي لأصحاب القبور بالرحمة وكان يوصي بصلة الرحم، والآن تحت التراب فلا تنسوه من دعواتكم!

في كثير من مقاطعه الأخيرة أكثر من وصايا المودع وهنا.. يوصي ولده حامد على أمه ثم يقول: ترا ما ندري عن الظروف.

مات محمد الشمري وترك في النفوس أثرا كبيرا من خلال مقاطع نبكيه من خلالها وندعو له عبرها!

رحم الله محمد الشمري وأسكنه فسيح جناته، لم ألتقه في حياتي لكن عرفته ويعرفني عبر رياضة التقينا فيها بكل حب.

«أدعوا لنا نوصل بالسلامة»، هكذا ودعنا وكأنه كان يعلم أنها الرسالة الأخيرة.. وهنا علينا أن نتأمل هذه الرحلة (الدنيوية) ونتعمق في فهمها قبل الرحيل..!

‏فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً

وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

‏وكم من صحيح مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر

(2)

‏ يقول جاسم عساكر؛ ‏لم تجمعني بك الأمكنة، ولم أصافحك حتى صدفة في ممر عابر، ولم أنتظر منك اتصالا كي نمضي معا إلى رحلة نحو الحديث عن النجوم أو القمر، ولم نكن على وعد كي نتحاور في شأن من شؤون الحياة، إذن ما هو السر الذي أبكاني عليك وأنت تتحرر من سجن الطين البشري إلى سجن التراب في الأرض!

‏(رحمك الله يا محمد الشمري)

(3)

«ما أجمل أن تعطي وأنت تعلم أن المقابل ليس من الناس بل من رب الناس».