-A +A
سلطان الزايدي
في ديربي القارة تحقق للهلال الانتصار وتأهّل إلى المباراة النهائية لكأس آسيا، والمتابع لتفاصيل هذه المباراة يدرك جيدًا أن النصر قدّم كل شيء في المباراة، وكان حاضرًا فنيًّا وذهنيًّا بكل قوة، لكن أحيانًا تكون الأخطاء الفردية سببًا في خسارة المباراة، وفي تصوري خروج مدافع النصر «علي لاجامي» بالبطاقة الحمراء كان له التأثير الأكبر على تماسك الفريق، رغم أن هذا النقص كان سببًا في قوة النصر في الشوط الثاني، الذي تمكن فيه من تسجيل هدف التعادل، وكانت هناك محاولات كبيرة ومهمة من الفريق النصراوي لتسجيل الهدف الثاني، رغم النقص العددي داخل الملعب، لكن كما قلنا الأخطاء الفردية في مثل هذه المباريات تكون مصدر حسم لمن يجيد استغلالها بالشكل المناسب، فالهدف الثاني كان بخطأ من مدافع النصر «مادو» الذي لم يحسن التمركز، وساعده في ذلك رد فعل الحارس «وليد عبدالله» الذي لم يكن حاضراً في مثل هذه المباريات.

عمومًا المباراة انتهت، ومن المفترض أن تكون الاستفادة منها في المستقبل كبيرة، ومع الوقت تصبح الخبرة هي من عوامل التفوق في النسخة ما بعد القادمة، ومن الظلم أن يقسو جمهور النصر على فريقهم وهم يملكون كل هذه المواهب، فبناء فريق قوي متمكن ليس بالأمر السهل ويحتاج للوقت.


النصر اليوم فريق منافس ينقصه التوفيق من رب العالمين في بعض المباريات الحاسمة، ومن الطبيعي أن تحدث لكل أندية العالم الشهيرة حالة الإخفاق على مستوى النتائج، ففي النهاية هي كرة قدم يجب أن يفوز فريق واحد، والخسارة لا تعني في كل مرة أن هناك خللا في الفريق، أو أن الفريق يعاني من ضعف معين، ولو سلمنا بالتغيير مع كل إخفاق فلن نستطيع أن نمنح هذا الفريق الاستقرار والانسجام، وفي كل مرة ستكون هناك صعوبات بسبب هذه السياسة، أمام النصر موسم محلي ما زال في بدايته يستطيع من خلاله أن يحافظ على حظوظه في كسب بطولة الدوري وتحقيق كأس الملك، هذه الأهداف إن تم العمل عليها بشكل جيد في ظل توفر عناصر التفوق في الفريق سيكون موسمًا ذهبيًّا بالنسبة للنصر، فحين تتضافر الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف سيكون الأمر متاحًا لنيل البطولات وتقديم موسم مميز للنصر والنصراويين، ولعل البطولة الآسيوية خير مثال لعدم اليأس، فالفريق الهلالي أمضى سنوات طويلة وهو يحاول أن يحقق هذه البطولة بمسماها الجديد، ومع الوقت حققها، حتى وإن جاء هذا الإنجاز متأخرًا، لكن في النهاية وصل إلى هدفه؛ لذلك على النصراويين أن يستمروا في العمل ويساعدوا أنفسهم في تخطي كل الصعوبات مهما كانت قاسية ومؤلمة، فالحياة عبارة عن تجارب ومعارك مستمرة متى ما كانت الأمور ضمن إطار السيطرة والرغبة؛ لأن العمل التكاملي تتحقق نتائجه مع الوقت، لكن أكبر خطر أن يتسلل الإحباط للفريق ولمنظومة العمل بالكامل، حينها ستصبح الأزمة حقيقة، ويدخل النادي في صراعات مختلفة بعيدة كل البعد عن المنافسة وتحقيق الإنجازات؛ لذلك يجب أن تكون هناك استدامة للعمل وتقليص فترات الانتظار على مستوى الإنجازات من خلال الاستفادة من كل شيء يحدث، وتلافي الأخطاء بالشكل المدروس.

حاليًّا يملك النصر إدارة ممتازة، وفريقًا جيدًا مع مدرب رائع، ويحظى بدعم مالي كبير من الأعضاء الذهبيين بقيادة الأمير «خالد بن فهد»، ومن المفترض أن تستثمر هذه العوامل في مصلحة النصر بعدم التوقف عند أي إخفاق مهما كان حجمه، والانتقال للمرحلة التالية، فقد تخسر معركة، لكن لا يجب أن تخسر الحرب -إن جاز التعبير- فحين يقدم الفريق كل شيء ولا يحالفه التوفيق سيجد جمهوره واقفًا خلفه يدعمه، ويعيد له الأمل بالدعم والتشجيع، كما حدث بعد الخسارة الآسيوية.

وقفة: بعض الخسائر قد تعلم فنَّ الرد.

ودمتم بخير،،،