-A +A
عبدالرحمن الطريري
استقبلت نيوم، لؤلؤة المستقبل، السلطان هيثم سلطان عمان، في أول زيارة خارجية له منذ توليه مقاليد الحكم يناير من العام الماضي، وهو الاستقبال الأول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان منذ الجائحة، وللأولويات دلالاتها بلا شك.

علاقات عمان بالمملكة عبر التاريخ علاقات اتسمت بالوضوح، وهو أمر بالغ الأهمية في الملفات الخلافية قبل ملفات التوافق، واليوم تتجه العلاقات نحو مزيد من التطور خاصة في النواحي الاقتصادية.


سياسيا لعبت عمان دوراً في تقريب وجهات النظر، ودفع الأطراف اليمنية نحو وقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي، وهي تسعى بشكل مستمر لدعم جهود الاستقرار، وكانت تاريخيا المثال الفعلي للدولة المحايدة عن أي نزاع إقليمي.

كان لافتا في لقاء وزير الخارجية العماني الذي نشرته الشرق الأوسط مؤخرا، تأكيده أن عمان لن تكون الدولة الخليجية الثالثة التي تطبع مع إسرائيل، ردا على تلقيه اتصالا من نظيره الإسرائيلي قبل أيام، مما أكد حرص مسقط على استقرار المنطقة، مع منح أولوية لمنح الفلسطينيين حقوقهم على حدود 67، بما يتوافق مع رؤية المملكة للقضية الفلسطينية.

اقتصاديا تبدو الرؤية السعودية أوضح من أي وقت مضى نحو 2030، ولنيوم رمزيتها في ذلك، ولدى عمان أيضا رؤية واضحة نحو 2040، وتعد عمان مصدرا مهما للغاز والنفط، كما أنها تحظى بموضع مميز بين الخليج العربي وبحر العرب مرورا بأحد أهم المضائق في العالم مضيق هرمز.

السلطان هيثم تقلد مناصب تنفيذية مهمة قبل توليه الحكم، حيث شغل منصب الأمين العام لوزارة الخارجية قبل أن يصبح وزيراً للتراث والثقافة لما يقارب العقدين. كما شغل منصب رئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية عُمان 2040.

وقد ذكر السلطان هيثم سابقا أن تحقيق أهداف الرؤية 2040 تستند إلى فهم واستيعاب ترابط المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في عُمان مع محركات التغيير العالمية. لذلك، فإن أحد أهداف الرؤية هو العمل نحو الالتزام بالمعايير والاتفاقيات الدولية في هذه المجالات.

وربما هذا ما يظهر توافق الرؤى حول المستقبل بين البلدين، وإدراك أهمية تعزيز التعاون المشترك، وتحسين إجراءات الحوكمة والإصلاحات القانونية والتشريعية، والمضي نحو خطوات لتعزيز مبدأ الشفافية.

زيارة السلطان هيثم ستمثل نقلة في العلاقات البينية، خاصة وهي تأتي بالتزامن مع فتح الطريق البري، والذي يقطع صحراء الربع الخالي، ليقول إن الرياض ومسقط لا تؤمنان بالمستحيل، هذا الطريق يوفر 800 كلم، ويفتح فرصا ذهبية للتبادل التجاري، وفرصا اقتصادية كبيرة للبلدين.