-A +A
عبده خال
كل عام وأنتم بخير.

انقضى رمضان في لمح البصر، هكذا تكون أيام السعد، قصيرة وخاطفة، اللهم أعد علينا رمضان أعواما عديدة.


رمضاننا المنصرم كان أكثر بهجة مما كان عليه رمضان الأسبق الذي رفع شعار الحجر على كل تصرفاتنا، وأحبط مشاعرنا حتى وصل الاكتئاب إلى ذروته. كان كل شيء عائما، الشيء الوحيد الطافي على السطح هو الخوف، خوف من الإصابة، وخوف من الموت، ليس الخوف على أنفسنا وإنما الخوف على من نحب. وفي السنة الماضية رحل الكثيرون وتركوا في قلوبنا حزنا على فراقهم.

تلك الجائحة المتوحشة لا تزال تعيش بيننا، وكلما تجاوزنا خوفنا، أُعيد إلينا مضاعفا من خلال تجدد الفايروس، فإذا به يتحول، وفي تحوله الثالث (كورونا الهندي) أظهر مخالب حديدية، وأسقط أعدادا لم تكن متوقعة (خاصة بعد ظهور لقاحات مختلفة). تحوله الثالث لا يزال يهدد بأن الفايروس له أطوار ويتجدد ويتشكل لكي يمضغ العالم، فأقنعته تخفي الوجه الحقيقي لهذا الرعب الذي لا يزال يطوف العالم، وفي كل بيئة يشمر عن ساعده ليضرب ضربته.

كنا نظن أن عيدنا سيكون أكثر حرية من عيدنا الماضي فإذا بالتحذيرات تشير إلى أننا ما زلنا داخل دائرة الخطر.

وهذا يعنى بقاء الاحترازات قائمة، قد يكون أهمها خطورة التجمعات كون أيام العيد هي محفل عائلي وقبلي واجتماعي، لكن الرعب الذي يسكن بيننا يحذرنا من التمادي، فالحياة لم تعد إلى سابق عهدها، لم نصل إلى بر الحياة الطبيعية.

هذا القول الجميع يعلمه، وذكره هنا ليس جديدا أو إضافة لما يقال من احترازات. فقط التأكيد بأننا لم نعد على طبيعة ما كنا نعيشه قبل كورونا.