-A +A
عبده خال
حمدنا الله أننا خرجنا من نفق التشدد، والمذهبية، والفُرقة بسبب الدعوة إلى المذهبية المعادية للمختلفين، وهذا الخروج لم يكن ليحدث لولا إصرار القيادة على التخلص من هذه العدائية التي تفرق، ولا تجمع.

هناك بعض المتحزبين المتشددين يحاولون العودة من وقت لآخر بأساليب مختلفة بهدف تشتيت الجمع وإعادة الفُرقة، وهذا يعيدنا إلى حقيقة أننا عشنا 40 سنة من الخطاب المتشدد، ولذا فإن الرماد الذي يظهر على السطح يخبئ جمرات مستعرة تستوجب إطفاءها قبل معاودة الاشتعال.


ولا أعرف كيف يتحرك أصحاب المذاهب لنصرة مذهب يؤدي إلى الاحتراب والفرقة بينما من لديه ذرة عقل يعلم تماما أن المذاهب نشأت بسبب مواقف سياسية مضى على حدوثها مئات السنوات، وظلت في استعار إلى الآن، وكل التيارات الحركية تعلم علم اليقين أنه في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك عصر الخلفاء الراشدين لم يكن هناك أي تمذهب، وكذلك كل منتظم لتيار ديني يعرف أن على المسلم الاستقامة أي التعبد لله من غير إيذاء أحد، وقد ثبت أن سائلا سأل الرسول سؤالا:

- قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: قل: آمنت بالله ثم استقم.

وهذا ما أكده الله عز وجل حينما قال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت:30].

إذن فجوهر الرسالة: الإيمان والاستقامة.

وإزاء الجمرات المختبئة تحت الرماد لا بد من المسارعة لإطفائها كي لا ندخل في دوامة لأربعين سنة قادمة.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com