غزلان الخناني تتابع الدروس عن بعد عبر منصة مدرستي.
غزلان الخناني تتابع الدروس عن بعد عبر منصة مدرستي.
-A +A
عباس الفقيه (الوجه) abbasalfakeeh@
الاستنفار التام وإعادة ترتيبات الزيارات الاجتماعية وإرجاء الاستقبالات هي حالة كافة البيوت مع جائحة كورونا وإقرار التعليم «عن بعد»، ولأصحاب الهمم وفئات التربية الخاصة نصيب وافر من التدابير يوازي تماما ما تم توفيره لأقرانهم طلاب التعليم العام.

ويقول علي الخناني، والد الطالبة «غزلان» (تربية خاصة) إن الأسرة هيأت فصلا افتراضيا محاكيا للفصل المدرسي مجهزا بوسائل التواصل التي تحتاجها الطفلة مع متابعة القنوات الخاصة التي أعدتها الوزارة، منها قناة عين الخاصة بالتوحد وقناة «نمو وتطور الأطفال» وكذلك المخيم الافتراضي «نموكم» الهادف إلى إضفاء المتعة والمرح والفائدة للأشخاص ذوي الإعاقة، القائم عليه نخبة من المختصين والاستشاريين، وباغتنام حب «غزلان» للتكنولوجيا أصبح التعلم «عن بعد» أيسر وأمتع. وهو الأمر الذي أكدته «أم منتهى» التي تتابع ابنتها ذات الـ15 ربيعا بالكثير من الفخر وتنظيم وقتها والمتابعة المستمرة للدروس، والإجابة على أسئلة الواجب أولا بأول. وتضيف أن حب «منتهى» وبراعتها في استخدام الأجهزة سهّل علينا كثيراً أمر التعلم عن بعد.


من جانبها، أوضحت مديرة إدارة التربية الخاصة بتعليم تبوك أسماء مسهوج العنزي لـ«عكاظ» أنه تم إطلاق مبادرة «نتعلم سويا» التي تهدف إلى توفير الخدمات التعليمية، وتتيح فرصة التعلم المستمر، كما تلبي احتياجات طالبات التربية الخاصة حسب قدراتهن. والمبادرة عبارة عن إعداد خطط فردية متكاملة يتم إرسالها لأولياء الأمر، مع إعطائهم الإرشادات المناسبة لتعليم أبنائهم، كما تم إنشاء مجموعات على برامج التواصل الاجتماعي للتواصل مع الجميع بدعم ومتابعة مستمرة من المسؤولين والمسؤولات بإدارتي التربية الخاصة، وكانت النتيجة -كما تقول العنزي- أن خرجنا بنتائج متميزة بإتقانهم المهارات المقررة مع التقليل من الفاقد التعليمي، وحصلنا على إشادة أولياء أمور الطلاب. وشكرت وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية المدير العام لإدارة التربية الخاصة بالوزارة الدكتورة مها عبدالله السليمان جهود المسؤولين في منطقة تبوك تجاه ذوي الإعاقة خلال هذه الفترة.

استشارية سلوك أطفال تقدم وصفة النجاح

استشارية طب نمو وسلوك الأطفال بمستشفى جونز هوبكنز أرامكو الطبي، الدكتورة أمل حسين العوامي، قالت لـ«عكاظ» إن للتعليم «عن بعد» محاسن عديدة، بقدر ما له من مساوئ، ويعتمد ذلك على طريقة استخدامه. وينظر البعض لذوي الإعاقة بأنهم غير قادرين على استخدام التقنية والتعلم عبر الشاشة، والحقيقة -من خلال تجربتنا في مخيم «نموكم»- أثبتنا أنه بوجود التخطيط والاستعداد اللازم فإن التعلم والتدريب «عن بعد» يفيد الأطفال جميعاً بمن فيهم ذوو الإعاقة. وتحدد الدكتورة العوامي عددا من المعطيات تساعد كثيراً في نجاح التدريب «عن بعد» لذوي الإعاقة منها: الإيمان بأن هؤلاء الأطفال قادرون، التشجيع والتحفيز، وجود المدربين المتفهمين لخصوصيات ذوي الإعاقة، تقنين الأنشطة واختيار ما يناسبهم، التدرج بإعطاء برامج التدريب، وضوح الهدف من التدريب، التعامل مع الطفل بحسب مستوى تفكيره.

وتضيف العوامي: كما يمكن الاستفادة لمن يريد من تجربتنا في مخيم «نموكم» الذي يمكن استخدامه كقاعدة لتدريب طلاب التربية الخاصة.