-A +A
فوز الغامدي (جدة) fouz_g@
في وقت كانت «الخوذ البيضاء» قاصرة على الرجال في السعودية لعشرات السنين، إلى الدرجة التي حرمت النساء السعوديات من مجرد الاقتراب من حقل مليء بأصحاب الخوذات الصفراء في أي موقع عمل، فتح تمكين المرأة وفق رؤية 2030 الباب على مصراعيه لكل المهندسات ليتقدمن خطوات للأمام في كل المشاريع وهن يرتدين بفخر الخوذات البيضاء مثل نظرائهن الرجال.

بل امتد الأمر لنجد الصورة التي تسر الناظرين، فصاحبات القبعات البيضاء نساء برتبة مهندسات واستشاريات في الكثير من المشاريع، ليقدن فريقا كاملا من العمال أصحاب الخوذات الصفراء.


ولم يقتصر ارتداء النساء السعوديات على قبعات أو خوذات تختص بمجال بعينه، بل غدت في كل المجالات الهندسية، مقتحمة المجال بقوة وبتأهيل يحفزها على التقدم والتطور.

ميساء الغرابلي مهندسة معمارية، لم تتردد لحظة واحدة في أن تخوض غمار الدراسة في هذا المجال من خلال جامعة عفت، وتوقعت منذ البداية أنها ستجد فرصتها في العمل، ورغم البداية الصعبة إلا أنها -حسب قولها لـ«عكاظ»- استطاعت أن «تتجاوز كل الصعوبات كي تحقق هدفها وطموحها في خدمة الوطن وتطوير مبانيه».

وقالت: «كان أملي أن أضع بصمة جمالية تثبت للعالم أن المرأة السعودية تتحدى الكل في هذا المجال العمراني، وهو فن تميزت به المملكة في الآونة الأخيرة».

وتشير إلى أن علم الهندسة والبناء، هو تخصص تتمّ ممارسته في كلّ ما يتعلق بالمباني والعمارة، وتصميمها بأسلوبٍ فني، وتكون مهام المهندس المعماري في مجال البناء والتخطيط والتصميم للمشاريع.

وترى ميساء أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تمكين المرأة وفقا لرؤيتها منذ إطلاق الرؤية السعودية 2030، التي عالجت جميع المعوقات المانعة للنساء من العمل وتسهيل قفزاتهن نحو النجاح بشكل خال من المتاعب غير الضرورية، خصوصا أنها وضعت كافة التسهيلات لتفعيل دورها كشريك تنموي إصلاحي واقتصادي، وباتت تتولى مناصب قيادية هامة تجعلها في مقدمة النساء عالمياً في كافة المجالات، ونحن نسير على ثقة ثابتة بلا معوقات لنساهم في التطوير العمراني لهذا الوطن الغالي.

الطاقة المتجددة

وفي مجال الطاقة المتجددة، برزت المهندسة السعودية سارة الحارثي، لتثبت للجميع أنها قادرة على مشاركة الرجال في هذا المجال الهام والحيوي، الذي يعد واعدا في مسيرة تنمية وتطور المملكة.

تعتقد سارة أنها خاضت تحديات نوعية، بدراستها كهرباء الطاقة المتجددة، وحصولها على شهادتي بكالوريوس وماجستير تؤهلها للعمل في هذا المجال من جامعة عفت.

وتقول لـ«عكاظ»: «كان دخولي هذا المجال، من منطلق إثبات الذات وإثبات أنني قادرة على المساهمة في التحول إلى صناعات مختلفة أكثر جدوى وتنوعاً، وتخصصت في مجال أنظمة التحكم والروبوتات، وكان لدي اهتمام وشغف بالتعلم والعمل في مجال أنظمة الطاقة المتجددة».

وتأمل سارة أن تسخر دراستها للعمل على التحول صوب الطاقة المتجددة بنسبة 100%، وأن تعزز دور المرأة السعودية في هذا المجال لتثبت أنها جديرة بالثقة التي نالتها وفق رؤية 2030، ودعم أسرتها الذي أهلها لهذا الدور وتلك المكانة.

وأضافت، أتمنى أن أمثل وطني في هذا المجال، وأكون مهندسة فاعلة في تحقيق مستهدفات رؤى المملكة والارتقاء بها إلى أرفع الدرجات.