امرأة يمنية ترافق طفلتها المستلقية على نقالة في مركز لعلاج الكوليرا بمحافظة لحج، أمس الأول.  (أ.ف.ب)
امرأة يمنية ترافق طفلتها المستلقية على نقالة في مركز لعلاج الكوليرا بمحافظة لحج، أمس الأول. (أ.ف.ب)
-A +A
أحمد الشميري (جدة) a_shmeri@
منعت مليشيات الحوثي أمس (الأحد) منظمات الإغاثة الدولية والمحلية من دخول مديرية الدريهمي (جنوبي الحديدة) لإغاثة المدنيين الذين حولتهم إلى دروع بشرية وتمارس عليهم التجويع والقتل. وكشفت مصادر في السلطة المحلية بالحديدة لـ«عكاظ»، أن منظمات إغاثية يمنية ودولية بينها الهلال الأحمر الإماراتي أعدت قافلة إغاثة استجابة لنداء المدنيين المحاصرين داخل المدينة الذين حولتهم المليشيا إلى دروع بشرية لكن الحوثيين هددوا باستهدافها ومنعوها من الدخول أو خروج المدنيين لاستلامها.

وأكدت المصادر أن المليشيات أطلقت النار على قوات دعم الشرعية المرافقة لقوافل الإغاثة، كما أبلغت المدنيين أن أي شخص سيحاول الخروج فلن يعود للمدينة إلا جثة هامدة، ولفتت إلى أن القافلة أطلقت نداء إنسانيا للمليشيا إلا أنها لا تزال ترفض وتتمسك بفرض الحصار والتجويع على المدنيين.


وكانت مليشيا الحوثي قد قتلت امرأتين حاولتا الخروج من الدريهمي الأسبوع الماضي، فيما تعرض عدد من المدنيين للموت بالألغام التي زرعتها كحزام على المدينة لمنع خروج المدنيين.

من جهة أخرى، قتل مدنيان أمس الأول في انفجار لغم أرضي في منطقة المسنا بمديرية الحالي (شرقي مدينة الحديدة) جراء انفجار لغم أرضي في دراجتهما.

وفضح ناشطون يمنيون مليشيا الحوثي في الحديدة التي تستغل معاناة المدنيين للمتاجرة بالمعونات الإغاثية، مؤكدين أن الإغاثة لا توزع في الحديدة إلا وفق اشتراطات حوثية (الغذاء مقابل التجنيد). واتهم الناشط اليمني بسيم الجنائي، الحوثي بقمع المنظمات المجتمعية العاملة في الحديدة واستبدالها بمنظمات أخرى موالية للمليشيا بعد اقتحام مقراتهم ونهب أرصدتهم واعتقال القائمين عليها، موضحاً أن الحوثي أنشأ منظمات بديلة تتاجر بالمعونات الإغاثية أبرزها (بنان، بنيان، كثبان، أسس، جمعية الوفاء، جيل البناء، جيل الإبداع، وسام الحياة، البلد، الصمود، مؤسسة شركاء للتنمية) وجميعها مدعومة بالدرجة الأساسية مما يسمى بالوحدة التنفيذية التي تحولت إلى هيئة ويترأسها القيادي الحوثي جابر الرازحي.

وقال الجنائي «الرازحي أصبح المتحكم والمتستر على مجموعة المنظمات في الحديدة وهو من يقف وراء عملية التجويع والنهب للإغاثة»، لافتاً إلى أن تلك المنظمات تنفذ أجندة الحوثي ولم يصل إلى المواطن الجائع إلا الفتات وفي الغالب مقابل اشتراطات.