-A +A
حمود أبو طالب
يبدو أننا في كل موقف سياسي جديد وكل أزمة أو حتى حادثة تكون فيها المملكة طرفاً من قريب أو بعيد، أو حتى عندما لا تكون أحيانا طرفاً بأي شكل من الأشكال، يبدو أننا نكتشف حقيقة مشاعر بعض العرب، شعوباً وحكومات، تجاه المملكة كدولة ومجتمع، وهي مشاعر لا تنم عن الود والتقدير، بل تصل أحيانا إلى مستوى غير لائق من التهجم والاستعداء والبذاءة والتطاول على مؤسسة الحكم ورموزها والانتقاص من الشعب السعودي ووصمه بما لا يليق به.

منعطفات وأحداث كثيرة تمت الإساءة فيها للمملكة دون وجه حق وبشكل تأنفه المروءة من شعوب شقيقة، ومواقف سلبية من دول تربطنا بها أواصر الدين والعروبة والعلاقات التأريخية، وللمملكة أياد بيضاء لدى تلك الدول ومواقف مشرفة في أزماتها، لا تعمد المملكة إلى ذكرها أو الإشارة إليها لأنها لا تعتبرها منة أو تفضلا بل واجب تمليه اعتبارات كثيرة تؤمن بها المملكة بغض النظر عما يمكن أن يحدث من تلك الدول، لكن اتضح أن الأمور زادت عن حدها المقبول لتكشف عن حقيقة مواقف ومشاعر تلك الدول التي لم تتدخل في أحيان كثيرة حتى لإيقاف تهجمات بعض وسائل إعلامها المحسوبة على الأنظمة الرسمية والتي تعبر عن رأيها.


في الأزمة الأخيرة التي واجهت فيها المملكة هجمة إعلامية وسياسية شرسة من بعض الدول والمنظمات ووسائل الإعلام الغربية اصطفت بعض الدول وشرائح مهمة من شعوبها بشكل غير مباشر مع تلك الهجمة، وقفت موقفاً سلبياً للغاية ولم تبد أدنى قدر من التضامن مع المملكة كموقف أخلاقي لا أكثر. دول تعرف جيداً ماذا قدمت لها المملكة من دعم سياسي في أزماتها ناهيكم عن مختلف أشكال الدعم المادي اللامحدود، لكنها أصبحت تخذلنا بشكل مشين وتسمح بتمرير السموم الكلامية ضد المملكة وشعبها.

هذه الحقيقة مؤسفة جداً، وبالتأكيد لن تتخلى المملكة عن قيمها وثوابتها وأخلاقها في علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة لكن يجب أن نكون واقعيين كي نفرز الذين يخذلوننا ويطعنوننا من الخلف والذين تثمر فيهم المواقف النبيلة. فقط نحن لا نريد أن نكون مأكولين مذمومين لأن ذلك مؤلم جدا.

* كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com