-A +A
عبدالله بيلا
كانَ حُلماً.. يقول لي الواقعُ

واقعاً كانَ.. قال لي الحُلمُ الناصعُ


لستُ أعرفُ أيَّ يدٍ لكزتني

لأصحوَ من واقعي أو منامي؟!

غير أني حلُمتُ بأنيَ نِمتُوراودني حلُمٌ

لا يشفُّ سوى عن رمادٍ من الصحوِ

عن بلدٍ.. عن بلادٍ

يُموِّجُها زبدٌ.. وسُونامي

وقواربَ مثقلةٍ بالسكارى الحيارى..

وأنا..

حُلُمي قارَبي

كلما خانني الموجُ

لُذتُ إلى حٌلمٍ (قارَبٍ آخرٍ)

واعتصرتُ يدَ اليمِّ.

كنعانُ.. يبرزُ ليويمدُّ إليَّ يداً

كي ألوذَ إلى جبلٍ (حُلمٍ آخرٍ)

فأمدَّ إليهِ يديْ..

والمسافةُ تمتدُ أكثرَ

ينفلقُ الطودُ

أبصِرُهُ عدماً..

تتلاشى دُخاناً من الحُلُمِ المستَفَزِّ يدانا.

سآوي إلى حُلُمٍ آخرٍ باتساعِ المتاهةِأحسَبُني فيه «دانتي»

و«فرجيلُ» يعبرُ بي هادئاً

ويدُسُّ ارتعابي بأجنحةٍ لملاكٍ عطوفٍ

يحلِّقُ بي..

ويحطُّ على مَطْهَرِ الروحِ.

أحثو خطايايَ فوقي..

ويغمُرني أرَجُ الدمعِ.

ها قد برزتُ إلى عتباتِ الفراديسِ وحديأسيرُ..

وأطرُقُ أبوابَ حُلمي التي انجَبَلَتْ بثغاءِ القطيعِ السماويِّ

أنهَرُ أسرابَ صحوي فتنفرُ منّي..

وينفرُ في داخلي حُلمٌ أزرقٌ

أقتفيه بصحويْ

مدىً مُشرَعاً لاحتمالاتِ روحيْ

حقيقةَ وهميْ المعتَّقِ

في حُلُمٍ من دُخانْ.

* شاعر