في صباح هادئ سرعان ما انقلبت ملامحه، تحوّل موقف السيارات متعدد الطوابق في مبنى الركاب رقم 3 بمطار هيثرو إلى مسرح طوارئ مكتظٍ بعناصر الشرطة المسلحة وفرق الإسعاف والإطفاء، عقب حادث غامض دفع السلطات إلى إعلان «حادثة كبيرة». ومع بدء عملية تعقّب مشتبه بهم فرّوا من المكان، تصاعدت حالة التوتر وامتدت تأثيراتها إلى حركة المطار والطرق المحيطة، لتضع المسافرين وسكان لندن أمام صباح استثنائي تضرب فيه الفوضى قلب أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.

توتر في «هيثرو».. اعتداء داخل مواقف سيارات المطار بـ«رذاذ الفلفل»

ماذا أعلنت شرطة لندن عن المشتبه بهم؟

أفادت شرطة العاصمة (متروبوليتان) بأنها بدأت عملية بحث عن مشتبه بهم آخرين فروا من المكان، بعد ضبط رجل واحد على خلفية الاعتداء، وتم استدعاء الضباط إلى الموقع بعد الساعة الثامنة صباحاً بقليل، عقب ورود تقارير عن تعرض عدة أشخاص للاعتداء ورشهم بما وصفته الشرطة بأنه «نوع من رذاذ الفلفل»، وقد تم إعلان الحادث «حادثة كبيرة» حوالى الساعة 8:40 صباحاً.

وبينت الشرطة أن الحادث وقع بين «مجموعة من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم بعضاً» بعد تصاعد خلاف بينهم، مؤكدة أن الحادث لا يتم التعامل معه باعتباره إرهاباً.

توتر في «هيثرو».. اعتداء داخل مواقف سيارات المطار بـ«رذاذ الفلفل»

إغلاق مؤقت للمطار

وأُفيد بأن الإصابات التي لحقت بالأشخاص ليست خطيرة أو مهددة للحياة، وطالبت الشرطة المواطنين بعدم الاقتراب، والبقاء داخل سياراتهم، كما مُنع سائقو الحافلات من مغادرة مركباتهم أثناء سير العملية، وتسبب الوجود الأمني المكثف في إغلاق مدخل منطقة مواقف السيارات القصيرة، ما أدى إلى تكدس كبير للسيارات التي لم تتمكن من مغادرة المنطقة أو الدخول إليها. كما تأثرت حركة القطارات بشكل مؤقت، وأعلنت شركة السكك الحديدية الوطنية إعادة فتح الخطوط بعد استجابة الشرطة، لكنها حذرت من أن الاضطرابات والتأخيرات قد تستمر حتى الساعة 11:45 صباحاً في محيط المطار، وألقت الشرطة المسلحة القبض على رجل في موقع الحادث، ولا يزال قيد الاحتجاز، وتتواصل جهود الضباط لتعقب المشتبه بهم الآخرين الذين فروا.