صينيتان ترتديان الكمامة، بينما تتمسك السلطات بانتهاء موجة التفشي الفايروسي في البلاد. (وكالات)
صينيتان ترتديان الكمامة، بينما تتمسك السلطات بانتهاء موجة التفشي الفايروسي في البلاد. (وكالات)
(مع الكادر) ممرضة بريطانية تبتسم على رغم ثقل الأعباء. (وكالات)
(مع الكادر) ممرضة بريطانية تبتسم على رغم ثقل الأعباء. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ»، وكالات (واشنطن، بكين، جنيف) OKAZ_online@

هل انتهى كوفيد-19؟ من يسمع البيانات الحكومية في واشنطن وبكين سيجيب بـ«نعم». ومن يطالع الأرقام اليومية في دول العالم سيجيب بـ«لا». فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن (الإثنين) أنها ستضع حداً لسريان حال الطوارئ المتعلقة بالوباء العالمي بحلول 11 مايو القادم، بعد نحو ثلاث سنوات من التدابير الوقائية الهادفة لمكافحة فايروس كورونا الجديد. وكان حال الطوارئ الوطنية وطوارئ الصحة العمومية قد أعلنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب في سنة 2020. وقام خلفه بايدن بتمديد العمل بها، بما سمح لملايين الأمريكيين بالحصول على فحوص كورونا ولقاحاتها وأدويتها من دون مقابل مالي. وقال مكتب الإدارة الميزانية في البيت الأبيض، ليل الإثنين، إنه سيتم تمديد العمل بالطوارئ الصحية إلى 11 مايو، ثم تتوقف بعد ذلك. وبانتهاء تلك التدابير الطارئة سيقع عبء تحمل كلفة الفحص والعلاج والتطعيم على شركات التأمين الصحي الخاص والحكومي. وذكر مكتب الإدارة والميزانية أن إلغاء الطوارئ الصحية سيشمل إلغاء العمل بقانون يلزم الإدارة الأمريكية بإبعاد المهاجرين من نيكاراغوا، وكوبا، وهايتي عبر الحدود الأمريكية المكسيكية إلى المكسيك. وأضاف المكتب، في بيان منفضل، أن الرئيس بايدن سيستخدم حقه الدستوري في نقض مشروع قانون اقترحه الكونغرس يقضي بإلغاء إلزامية خضوع مزودي الرعاية الصحية للتطعيم بلقاحات كوفيد-19. وتشير الإحصاءات إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، على رغم أن أكثر من 500 أمريكي يموتون يومياً بكوفيد-19. وطبقاً لقاعدة بيانات «نيويورك تايمز» أمس (الثلاثاء)؛ فإن أمريكا سجلت الإثنين 45791 حالة جديدة، رافقتها 506 وفيات. وارتفع العدد التراكمي لإصابات أمريكا منذ اندلاع نازلة كورونا قبل ثلاث سنوات إلى أكثر من 104 ملايين إصابة. ويبلغ عدد سكان الولايات المتحدة 334.80 مليون نسمة. وأشارت بيانات «نيويورك تايمز» إلى أن عدد الإصابات الجديدة في أرجاء العالم الإثنين بلغ 257611، رافقتها 2638 وفاة إضافية، تمثل زيادة نسبتها 46% عن عدد الوفيات التي تم قيدها قبل 14 يوماً؛ فيما تشير بيانات موقع «ويرلدأوميتر»، التي يتم تحديثها كل دقيقة، إلى أن عدد إصابات العالم (الإثنين) لم يتجاوز 116207 إصابات؛ وأن عدد الإصابات النشطة بفايروس كوفيد-19 يبلغ 20.91 مليون حالة؛ فيما لا يزال 42136 مصاباً في حال صحية حرجة. ولا تزال اليابان تصطلي بوباء كوفيد-19 أكثر من بقية الشعوب. ففي حين ارتفع العدد التراكمي لإصابات اليابان أمس (الثلاثاء) إلى 32.53 مليون إصابة؛ بلغ عدد حالاتها الجديدة 57264 إصابة.

وعلى النسق ذاته؛ تمسك مسؤولون صحيون في الصين أمس بأن موجة كوفيد-19 التي دهمت البلاد أخيراً آخذة في التلاشي. وأكدوا أنهم لم يروا أدلة على ارتفاع عدد الإصابات الجديدة من جراء إقبال الصينيين على السفر خلال عطلة السنة القمرية الصينية الجديدة. وأظهرت أرقام حكومية أمس (الثلاثاء) ارتفاعاً كبيراً في قطاعي السياحة والضيافة، مقارنة بالوقت نفسه من السنة الماضية. كما أن الأرقام الرسمية أشارت إلى أن النشاط الصناعي عاد إلى سابق عهده للمرة الأولى منذ أربعة أشهر، في ما عُدَّ دليلاً على عودة الاقتصاد الصيني العملاق للنمو، بعد بطء نمو شهده خلال نصف قرن، بسبب التدابير الوقائية المشددة التي عمّت الصين بهدف مكافحة تفشي الفايروس. وأكد المركز الصيني للحد من الأمراض ومكافحتها أمس أنه لم يحدث ارتفاع في عدد الحالات الجديدة، ولم تظهر متحورة أو سلالة فايروسية جديدة، ما يعني أن الموجة الوبائية الراهنة آخذة في الاضمحلال. وذكرت إحصاءات وزارة النقل الصينية أمس إلى أن السفر ارتفع خلال الفترة من 1 إلى 22 يناير الماضي بنسبة 75.8% عما كان عليه في سنة 2022. وذلك على رغم أن عدد الرحلات لا يزال أقل من نصف عددها خلال سنة 2019. وتكهن مسؤولون بأن السفر في الصين سيرتفع بنسبة 99.5% خلال عطلة رأس السنة الصينية الجديدة، التي تمتد عادة لمدة 40 يوماً.

وفي مقابل ذلك كله؛ قال الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في جنيف (الإثنين) إن العالم «غير مستعد إلى درجة خطيرة» لأي وباء قادم. وحض دول العالم على ضرورة تحديث استعداداتها الوبائية بحلول نهاية السنة الحالية. وذكر الاتحاد أنه على رغم أن وباء كوفيد-19 قتل من سكان العالم عدداً أكبر ممن قتلتهم الزلازل والجفاف والأعاصير، فإن بلدان العالم لا تزال غير مهيأة لاندلاع أي وباء جديد. وجاء تقرير جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بعد يوم فحسب من إعلان منظمة الصحة العالمية تمديد حال الطوارئ الصحية العالمية، وتأكيد استمرار مخاطر كوفيد-19.

منحت الصين أمس الأول موافقة مشروطة على دواءين صنعتهما شركتان محليتان لعلاج كوفيد-19. وكانت الحاجة إلى الأدوية المضادة للفايروسات، والخافضة للحمى قد زادت بشدة مع تزايد عدد الإصابات إثر قرار بكين إلغاء إستراتيجية «صفر كوفيد»، الهادفة لاستئصال تفشي الفايروس. واضطرت الصين إلى الموافقة على دواء باسكلوفيد، الذي تنتجه شركة فايزر الأمريكية، ودواء لاغيفريو، الذي تنتجه شركة ميرك الأمريكية، إلى جانب دواء أزفودين، وهو عقار تنتجه شركة هينان جينوين بيوتك لعلاج الإيدز، ولكن تم توجيهه بحيث يستخدم لعلاج كوفيد-19. ويتزايد الطلب على الأدوية المضادة للفايروسات في الصين بسبب ضآلة عدد من حصلوا على لقاحات كوفيد-19 من بين من تزيد أعمارهم على 80 سنة. واضطر صينيون كثر إلى شراء دواء باكسلوفيد بأسعار باهظة بسبب تفاقم الأزمة الصحية بعد تخلي الصين عن تدابيرها الوقائية المشددة.

بريطانيا: الأطباء والممرضون يتسربون من «الخدمة الصحية»

أشار تقرير أصدره مسؤولون صحيون في بريطانيا إلى أن الخدمة الصحية الوطنية (NHS) تواجه تسرب عدد متزايد من الأطباء وأطباء الأسنان وهيئات التمريض، بسبب الشكوى من ضغوط العمل، وتزايد الطلب على الأطباء في أقسام الطوارئ والرعاية الصحية، وتضخم عدد الجراحات المؤجلة. وذكرت نتيجة استطلاع أجراه «اتحاد الدفاع عن الأطباء»، الذي يوفر سنداً قانويناً لما لا يقل عن 200 ألف طبيب وطبيب أسنان وكادر صحي، أن 40% من نحو 800 طبيب تم استطلاع آرائهم أكدوا أنهم إما سيتقدمون باستقالاتهم، أو يتقاعدون خلال السنوات الخمس القادمة، بسبب ضغوط العمل. وتقول الخدمة الصحية الوطنية إن عدد الوظائف الصحية الشاغرة في إنجلترا وحدها يصل إلى 133 ألف وظيفة. وقال أعضاء في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني إن يتعين على وزراء الحكومة البريطانية أن يسارعوا لجعل المهنة الطبية جاذبة للآلاف ممن ينوون مغادرتها. وأعلنت الحكومة أمس الأول أنها اعتمدت إستراتيجية جديدة لتقديم الرعاية المنزلية لعشرات الآلاف من المسنين والمصابين بأمراض مزمنة خطيرة، في مسعى لتخفيف بعض الأعباء على المستشفيات. لكن العاملين في المهن الطبية اعتبروا قرار الحكومة متأخراً عن أوانه؛ خصوصاً أن 4 من كل 10 أطباء وأطباء أسنان قالوا إنهم سيغادرون وظائفهم بحلول سنة 2028. وقالت رئيسة الكلية الملكية للأطباء العموميين البروفيسورة كاميلا هوثورن إن 15 ألف طبيب عمومي يعتزمون مغادرة الخدمة الصحية الوطنية خلال السنوات الخمس القادمة. وقال 88% من الأطباء وأطباء الأسنان الذين تم استطلاع آرائهم إن الضغوط المهنية زادت زيادة كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال 48% منهم إنهم اضطروا إلى تخفيض ساعات دوامهم، حتى تمكنهم من مواكبة الضغوط المتفاقمة. وقال 63% من الأطباء وأطباء الأسنان إن العلاقة بين الطبيب والمريض تدهورت بدرجة كبيرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وذكر 20% منهم أنهم واجهوا إساءات وتهديدات من مرضاهم. وحذر مهنيون من أنه ما لم تسارع الجهات الحكومية إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع، فإن تأثيرات مغادرة هذا العدد الكبير من الأطباء مهنتهم ستنعكس بشكل كبير على المرضى؛ إذ إن أي استقالة طبية ستترك آلاف المرضى عاجزين عن الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها. ويشكو عدد كبير من البريطانيين هذه الأيام من صعوبة الحصول على موعد لدى طبيب الأسرة، أو المستشفيات القريبة من أماكن سكناهم. واكتفى متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية بالقول إن الخدمة الصحية الوطنية تواجه «تحدياتٍ حكّةً». وأضاف أن الوزارة تعتزم إصدار إستراتيجية واضحة لتوظيف مزيد من الأطباء، وأطباء الأسنان، وكوادر التمريض، لتغطية النقص الذي تشهده مستشفيات البلاد ومراكزها الصحية.

مرصد «عكاظ» الصحي (الأرقام بالمليون)

• إصابات العالم: 675.12

• وفيات العالم: 6.76

• أمريكا: 104.18

• فرنسا: 35.52

• ألمانيا: 37.76

• البرازيل: 36.81

• اليابان: 32.53

• روسيا: 21.95

• اسبانيا: 13.73

(«عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز/ نيويورك تايمز- 31/1/2023)