-A +A
«عكاظ» (واشنطن) okaz_online@

وجه عدد من مراسلي البيت الأبيض، خلال الأسابيع الأخيرة، أسئلة للسكرتيرة الصحفية جين ساكي، من شخص يدعي أنه صحفي زميل لم يستطع الحضور بسبب بروتوكولات كوفيد-19، لكن تقريرا جديدا كشف سرا غريبا حول هذا الصحفي.

ووفقا لتقرير لموقع «بوليتيكو» الأمريكي، فإن الصحفي، الذي يحمل اسم «كايسي مونتاغو»، ليس موجودا، أو ليس مراسلا صحفيا على الأقل. وقد أجابت ساكي عن أسئلة وجهها الصحفي، أو الصحفية المزعومة، وكانت أحدث الإجابات يوم الخميس الماضي، حين كان كريس جونسون، من صحيفة «واشنطن بليد»، يقوم بعمله مراسلا لتجمع صحفيي البيت الأبيض، وطرح على ساكي، نيابة عن زميل غائب، سؤالا اتضح لاحقا أنه من «مونتاغو».

وكشف موقع «ميديايت» هذه الحقيقة، بعد أن أطلق جهودا لتتبع أصل السؤال، الذي كان حول علاقة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، مع الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وسرعان ما توالى تساقط أحجار الدومينو الأخرى، فقد تمت إزالة صفحة الملف الشخصي التي يستضيفها «جوجل» لموقع «مونتاغو»، كما اختفى ملف الصحفي المزعوم من موقع «لينكد إن».

ولكن كيف استطاع هذا الشخص خداع صحفيين حقيقيين من مراسلي البيت الأبيض ليطرحوا أسئلة نيابة عنه، وجعل البيت الأبيض نفسه يجيب عن هذه الأسئلة؟

السيناريو الأكثر ترجيحا، وفق ما ذكرت صحيفة «بوليتيكو»، هو أن المزيف استفاد من احتياطات كوفيد-19، التي اتخذها البيت الأبيض.

وخلال جائحة كورونا، أصبح من المعتاد للمراسل الذي يتولى المسؤولية الدورية لتجمع صحفيي البيت الأبيض، أن يطرح سؤالا أو اثنين نيابة عن زميل في السلك الصحفي على سبيل المجاملة، وذلك في ظل خفض عدد الصحفيين المسموح لهم بدخول غرفة الإحاطة بالبيت الأبيض إلى 14، بعد أن كان 49 في الظروف الاعتيادية.

وتمكن صاحب اسم «كايسي مونتاغو»، الذي لم يكن موجودا في غرفة الإحاطة، من طرح أسئلة عبر المراسلين الآخرين الذين كانوا هناك، زاعما أنه يعمل نيابة عن منفذ يُدعى «أخبار البيت الأبيض»، الذي عرف عنه اختصارا باسم «WHN».

وفي سلسلة من الرسائل على موقع تويتر من حساب يحمل اسم «SecMontagu»، مع مجلة «بيبول» الأمريكية، أوضح الشخص، الذي يطلق على نفسه اسم «كايسي مونتاغو»، كيف بدأ موظفو البيت الأبيض بالرد على أسئلته. وقال إنه بدأ ذلك «عن طريق إرسال بريد إلكتروني إلى المكتب الصحفي في البيت الأبيض لطلب تلقي رسائل بريد إلكتروني منهم»، بغرض معرفة هويات الصحفيين الحاضرين، ليطلب من أحدهم توجيه أسئلة نيابة عنه. وأكد المراسل المزيف أن هدفه من وراء ذلك كان «معرفة ما إذا كان بإمكاننا الحصول على مزيد من الشفافية».

وأضاف أن أيا من نواياه «لم تكن خبيثة على الإطلاق. لن أقول حتى إنني «انتحلت» شخصية صحفي، بل أقول إنني كنت صحفيا»، يريد فقط إجابات لأسئلة من البيت الأبيض.