فيكتور سيموس يعد واحداً من أنجح المحترفين الذين مروا على النادي الأهلي عبر تاريخه.
فيكتور سيموس يعد واحداً من أنجح المحترفين الذين مروا على النادي الأهلي عبر تاريخه.
-A +A
كتب: عبدالعزيز النهدي abdullazizNahdi@
رغم مضي 10 سنوات على رحيله من جدة إلى ريو دي جانيرو، لا يزال قلب فيكتور سيموس متعلقاً بالنادي الأهلي وجماهيره التي ليس لها مثيل، بعد أن سجل نحو 100 هدف بين عامي 2010 و2014 وقاد الفريق لتحقيق بطولة كأس الملك مرتين، وبلغ معه نهائي دوري أبطال آسيا 2012.

وفي هذه الحقبة التي يسعى فيها الأهلاويون للنهوض من تحت أكداس المصائب الكروية التي أُمطرت عليهم بعد كارثة الهبوط. تعجز العقول عن تصديق ما يمر به النادي، بعدما حاصرته الشكاوى والمطالبات في كل أروقة الفيفا، وشلّت تحركاته في سوق الانتقالات لفترتين متتاليتين.


نجم الأهلي السابق فيكتور سيموس اختار أن لا يصمت أمام هذه النوائب التي اعتصرت الكيان الكبير. وقال لي في حديث مليء بالشجن والحزن إن مشكلة الأهلي الحقيقية هي الاستعانة بأشخاص يجهلون كرة القدم وليس لهم تاريخ أو تجربة فيها نهائياً. لا يعرفون كيف يتعاملون مع صناعة كرة القدم واللاعبين والنجوم المحترفين.

«السفاح» كشف أيضاً أنه لم يستغرب ما حدث في الآونة الأخيرة، فإذا كنت كإدارة نادٍ لا تدفع للاعبين رواتبهم ومستحقاتهم. بالتأكيد سيلجؤون مباشرة إلى الفيفا. مشدداً في حديثه للأهلاويين: «أنتم تعلمون ذلك جيداً».

ولم يخفِ سيموس إعجابه بجهاز الكرة الحالي في الأهلي، إذ قال: «الآن بدأنا نرى عودة أبناء الملعب. وأبناء الأهلي تيسير الجاسم وكامل الموسى، هؤلاء نجوم لهم تاريخ وقادرون على فهم اللاعبين والتعامل معهم. هذا الوضع جيد للغاية حالياً؛ لأننا كلاعبين محترفين بعد سنوات طويلة من الخبرة والتجارب نستطيع معرفة عقلية وذهنية اللاعبين مما يسهم في حسن إدارتهم والتعامل معهم لإخراج أفضل ما لديهم، إلى جانب القدرة على الجلوس معهم والحديث إليهم في أحلك الظروف».

وزاد فيكتور: أنا حزين للغاية لأن الأهلي الذي أحبه في هذه الحال السيئة.. لقد تأخر الأهلي في دفع رواتبي 3 أو 4 أشهر، لكنني لم أفكر أبداً في رفع شكوى للفيفا. ببساطة لأن الإدارة حينئذ كانت تحسن التعامل وبارعة في إدارة الأزمة. لذا أنا بدوري أحسنت التعامل مع النادي ولم أفكر إطلاقاً في شكوى النادي أو مطالبته، وهناك لاعبون آخرون لا يكترثون للأمر، وكل ما يهمهم هو الحصول على المال.

ويرى فيكتور أنه كان بإمكان الأهلي أن يتجنب قرارات الفيفا لو أنه تعاقد مع اللاعبين المناسبين القادرين على عمل الفارق فنياً بجانب أن يكونوا مناسبين لخصائص وهوية النادي وظروفه الراهنة. مضيفاً أنه يجب أن يكون هناك شخص بين الإدارة واللاعبين ذو خبرة وتجربة ويعرف النادي جيداً، ويمكنه القيام بالتعاقدات الصحيحة، وليس أي شخص يمكنه فعل ذلك خصوصاً إذا كان جاهلاً بكرة القدم.

سيموس يرى أنه الآن بات من الصعب فعل شيء حول منع الأهلي من التعاقدات؛ لأن القضية أصبحت في يد الفيفا، وهناك بصيص أمل فقط.. ولكن بعد انتهاء هذه الأزمة يجب أن يبدأ الأهلي من الصفر. يجب أن تكون هناك خطة حقيقية. هذا أمر لزامي ولا بد من القيام به «إذا أردنا نجاح الأهلي». وتساءل فيكتور.. «لماذا يتعاقد الأهلي مع محترفين بمبالغ ضخمة فوق طاقة النادي وقدرته، وفي ظروفه الراهنة، بينما هناك لاعبون مميزون في البرازيل والقارة اللاتينية بأسعار معقولة؟!».

وتابع فيكتور: للتعاقد مع المحترفين يجب أن يكون لديك عين خبيرة وعارفة بنوع اللاعبين الذين تحتاجهم، وهو عمل ليس بالسهل، إنه صعب للغاية؛ لأنه ينبغي أن تمتلك علاقات واتصالات واسعة حول العالم، ومعرفة طبيعة مفاوضات الأندية الخارجية وعقلية اللاعب ومدى شغفه باللعب كمقاتل طوال الموسم أو إذا كان يرغب في الاحتراف فقط من أجل ضمان العقد والمال.

وأكمل: اليوم معظم اللاعبين الأجانب ينظرون للدوري السعودي والأهلي كـ«دولار».. معظمهم يقولون «نعم» فقط من أجل المال.. لا يهمهم اللعب.

وعن تضخم العقود والشروط الجزائية قال إن الأهلي ومسؤوليه هم السبب.. لم يضرب أحد على يد النادي من أجل الإمضاء والقبول بتلك الأرقام والشروط.. كل ما حدث كان نتاج عمل وتصرفات تمت داخل النادي؛ لذلك لا نلوم اللاعبين الأجانب أو أنديتهم فهم تعاملوا وفق لعبة المحترفين لضمان مصالحهم.

وختم هداف الأهلي السابق: «بعد انتهاء أزمة القضايا في الفيفا يجب أن يعاد النظر في أمور كثيرة، لماذا الأهلي هو الذي فشل بين الأندية الكبيرة؟. هناك خطأ كبير، وعلينا جميعاً أن نعالجه. لا شيء مستحيل. الرياضة لا مستحيل فيها. على الأهلاويين أن يعيدوا ناديهم إلى مكانته وقوته المعهودة».