-A +A
سلطان الزايدي zaidi161@
إن التحكيم في لعبة كرة القدم عنصر مهم جدا لنجاح مسابقات كرة القدم بكافة أشكالها ومناسباتها، ولن تكون هذه اللعبة في قمة توهجها إلا حينما تكون كل ضوابطها وتفاصيلها مكتملة الأركان ودون أي نقص، ففي كل الاتحادات حول العالم المتخصصة في لعبة كرة القدم تولي جانب التحكيم اهتماما كبيرا، وتسعى لتجهيز حكام أكفاء على قدر كبير من المسؤولية، فالتجهيزات للمواسم الرياضية لا تقتصر على الأندية أو المنتخبات، بل على كل العوامل المتعلقة بنجاح مسابقات كرة القدم من تجهيز ملاعب، وتنظيم جداول، وإعداد حكامٍ يقودون تلك المسابقات، ومثلما أن لعبة كرة القدم تحتاج للاعب موهوب وجاهز بدنيا ونفسيا ومعد إعدادا جيدا، فالحكم الذي سيقود هذه المسابقات يحتاج لنفس الشيء، فالحكم الذي يملك كل موصفات القيادة ولديه الموهبة والرغبة في أن يصل لمستوى متطور في هذا الجانب المهم والحساس في لعبة كرة القدم، يحتاج إلى الثقة والدعم من الجميع، وحين يفشل بعد أن يحظى بكل الدعم والتجهيز فهنا يكون الخلل في ضعف موهبته، ويمكن أن نقول: اختياره في أن يصبح حكما كان خاطئا تماما.

ففي الدوري السعودي مثلا الاتحاد السعودي لكرة القدم منذ سنوات طويلة مضت يهتم بالحكم السعودي، ويسعى لكي يقدم مجموعة حكام مميزين من خلال برامج متنوعة ومتعددة، وهذه حقيقة يعرفها كل متابع لكرة القدم في السعودية، وما زال يفعل ذات الشيء على أمل أن ينصلح الحال ويصبح الحكم السعودي ضمن الخيارات المتاحة في كل العالم، بعد أن يقدم نفسه لكل العالم، ويصبح هدفا مطلوبا في كل الدوريات أو المسابقات المهمة في العالم، فمعنى أن نشاهد حكما سعوديا يشارك في بطولات مهمة عالميا كبطولة كأس العالم، هذا إنجاز عظيم يحسب للاتحاد السعودي لكرة القدم، وسيفخر به كل سعودي، لكن ما يحدث في السنوات الماضية في هذا الخصوص لم يكن جيدا، ولم تكن النتائج مرضية بدليل القرار الأخير الصادر عن اتحاد الكرة، بفتح سقف الاستعانة بالحكم الأجنبي في الموسم القادم.


كثيرون كانوا ينظرون للحكم السعودي كمشروع يحتاج إلى الاهتمام؛ حتى يصبح مشروعا ناجحا يضاف للنجاحات التي يقدمها اتحاد الكرة في كثير من البرامج المرتبطة بالمسابقات والمنتخبات، لكن ما زلنا نعيش في ذات المعضلة، فالحكم السعودي ما زال يعيش حالة الفشل والأخطاء الكبيرة المتكررة التي يقع فيها، ولا يمكن قبولها، وحتى في ظل وجود تقنية الفيديو نجد الحكم السعودي يفشل في اتخاذ القرار الصحيح لبعض الحالات، ناهيك عن سوء استخدام التقنية والحالات المصاحبة لها، فنحن في المسابقات السعودية -مع الأسف- أصبحت أخطاء تقنية الفيديو مصدر نقاش وجدل في الوسط الرياضي السعودي وربما خارج محيطنا.

إن الاتحاد السعودي الآن أمام فرصة كبيرة لتقديم حكام جدد بعد أن رفع عنهم الحرج بقراره الأخير -المرتبط بمنح الأندية فرصة الاستعانة بالحكم الأجنبي دون تحديد عدد معين- وذلك من خلال الاهتمام بهم وفق أسس واضحة، والمهم أن تكون الموهبة والشخصية حاضرة، وهذا الشيء مرتبط بوجود أشخاص يستطيعون اكتشاف المواهب الجديدة في التحكيم.

وكل عام وأنتم بخير..