-A +A
عبدالعزيز النهدي abdullazizNahdi@

كان إعلان مغادرة ليونيل ميسي برشلونة، خبرا مدهشا بمعنى الكلمة، تناولته كل القنوات والصحف ووكالات الأنباء في شريط الأخبار العاجلة.

ولكن هل اقترف ميسي ذنبا عظيما؟ وهل جاء بجديد لم يجئ به عظيم من عظماء الرياضة من قبل؟ وهل أراد أن يعاقب إدارات برشلونة التي تنافست في سوئها وفسادها ودفع هو ثمن ذلك بمواسم فارغة من البطولات وهزائم تاريخية أضحكت أهل اللعبة؟

محمد علي كلاي، أعظم الرياضيين، خاض نزالا في أواخر مسيرته مقابل ٨ ملايين دولار، على الرغم من ظهور آثار بداية مرض باركنسون عليه، كان عرضا مغريا، لم يكن الأسطورة ليفوّته، بعد أن خسر جزءا من أمواله ومستحقاته السابقة التي ابتلعها شيطان الملاكمة ومروجها الأكبر (دون كينغ).

هذا أعظم الرياضيين.. محمد علي كلاي.. لم يدر ظهره للمال.. فماذا نتوقع من كل الذين يقاربون عظمته الرياضية، وكل من هم أدنى منه في تاريخ الرياضة بمختلف ألعابهم وأجناسهم؟

لقد بات المال وباتت العقود الفارهة الشغل الشاغل لدى كل الرياضيين.. لكن قلة من يجمعون مغنم المال والتاريخ معًا مثل ليونيل ميسي ومحمد علي كلاي.

وأثبت ليونيل ميسي بإعلان رحيله أن اللاعب مهما بلغت درجة العشق والارتباط الوثيق بينه وبين ناديه وجمهوره، لابد أن يتأثر بقاؤه بالأسباب والحجج التي تحرض على الرحيل إن كان في قدمي اللاعب عمر باق فوق العشب.

وتبقى المفارقة، أن ضحكة بيونس آيريس حين صنعها ميسي أخيرا، بعد عبوس طويل... قابلها بكاء في كتالونيا، بعد عقد ونصف نسيت فيه برشلونة دموع الهزيمة.