-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
مع وضعها نصب عينيها تحسين وتطوير الأنشطة التنموية المختلفة، ورفع فاعلية وأداء القطاعين العام والخاص عن طريق تمكين التحول الرقمي، تسعى وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات عبر مبادراتها وبرامجها ضمن «برنامج التحول الوطني» تطوير قدرات المملكة الرقمية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، واستثمارها بطريقة تزيد من صلابة نمو مشاريعها المستقبلية، بما يحقق رؤية المملكة 2030، لخدمة السعوديين والسعوديات، ومواكبة المتطلبات الوطنية والتطورات العالمية، إضافةً إلى استقطاب وجذب المزيد من الاستثمارات التقنية الأجنبية، لرسم خارطة طريق لمستقبل المملكة في الابتكار والاقتصاد الرقمي.

سعي وزارة الاتصالات الجاهد ضمن «التحول الوطني» لتحقيق رؤية السعوديين، بدا ملموساً بين أيديهم، ومشاهداً بأعينهم، بعد رفع متوسط سرعة الإنترنت الجوال من 16 ميجابت/‏الثانية في 2017 إلى 41.2 ميجابت/‏الثانية في العام 2019، بزيادة تقدر بـ150%. وبإشارة عالية، ساهمت وزارة الاتصالات من خلال منجزات برنامج التحول الوطني في تحقيق السعودية المرتبة الثانية في تخصيص النطاقات الترددية بين دول مجموعة الـ20، بعد بدئها تنفيذ خطة التحول الرقمي، عبر الخطة الوطنية للطيف الترددي، وتحديد أولويات إخلاء النطاقات الترددية وإعادة توزيعها وتخصيصها، الأمر الذي دفع بتحقيق السعودية المركز الـ3 عالمياً في انتشار تقنية الجيل الخامس، وزيادة سرعة الإنترنت بـ200%، الأمر الذي أدى إلى تحسين جودة وسرعة خدمات الإنترنت المتنقلة في السعودية ورفع جودة خدمة الاتصالات المقدمة من مشغليها للسعوديين. وإرتقاء بمستوى الخدمات المعيشية للسعوديين، تمكنت وزارة الاتصالات من تغطية 375 ألف منزل في 2019 بالنطاق العريض اللاسلكي، واستكمال إيصال خدمات الإتصال الأساسية بـ100% للقرى والهجر السعودية، والارتقاء بجودة خدمة الاتصالات الأساسية المقدّمة، وإيصال خدمة الألياف الضوئية إلى أكثر من 3 ملايين منزل سعودي.


وفي سياق متصل، ساهمت وزارة الاتصالات في زيادة معدل نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية بـ81.3%، إضافة إلى تمكين 2.26 مستفيد من منصة معرفة الرقمية، في أكثر من 3474 خدمة مؤتمتة. نجاحات وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لم تكن لتأتي لولا إصرار السعوديين على تحقيق الرقم الصعب، والسير وفق إستراتيجية، طموحة تستقطب الشركات الدولية الرائدة في المجالات ذات الأولوية الخاصة بالتقنيات الناشئة، إضافة إلى زيادة حصة المحتوى المحلي في قطاع تقنية المعلومات، وتحسين المهارات التقنية لدى قوى العمل المحلية العاملة في المجال، وتعزيز المعرفة والوعي التقني والرقمي، ودفع عجلة الابتكار التقني من خلال تعزيز البحث والتطوير في منظومة عمل الشركات الناشئة في المملكة، وتمكين تطوير المشاريع الضخمة، فضلاً عن دعم التنسيق وتضافر الجهود بين الجهات ذات الصلة بالاتصالات وتقنية المعلومات في القطاعين العام والخاص. وتهتم استراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 2019 إلى 2023 بتسريع عملية التحول الرقمي، عبر تعزيز دور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لبناء مجتمع رقمي، وحكومة رقمية، واقتصاد رقمي مزدهر، ومستقبل مبتكر للمملكة، من خلال تحقيق أهدافها كنمو قطاع تقنية المعلومات بنسبة 50%، ورفع مساهمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 50 مليار ريال على مدى 5 سنوات، ودعم جهود توطين التقنية في المملكة من خلال رفع نسبة توطين القوى العاملة لتبلغ 50% بحلول العام 2023، وجذب الاستثمارات الأجنبية، المساهمة في دعم تمكين ومشاركة المرأة، وتحقيق الفائدة إلى قطاعات التجارة الرقمية، التعليم الرقمي، الصحة الرقمية، الثورة الصناعية الرابعة، المدن الذكية، البيانات الوطنية، الحكومة الإلكترونية.

«العطاء الرقمي».. نشر المعرفة

يؤمن السعوديون كثيراً بالتطور التقني الهائل الذي يشهده العالم من حولهم، الاعتقاد الذي دفع بهم إلى تبني مبادرة «العطاء الرقمي» لنشر المعرفة الرقمية بين المجتمعات العربية حول العالم. المبادرة التي ترعاها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والهادفة إلى إثراء المحتوى التقني العربي عبر عدد من الوسائل المبتكرة والأدوات الخلاقة، لنشر ثقافة العطاء، والمساهمة في تدريب وتثقيف الناس بالمحتوى الرقمي وأهم المعارف التقنية، ودعم القطاع غير الربحي في مجال تطوير المهارات التقنية وتسريع التحول الرقمي في عمليات مؤسساته ونشاطاتها المتعددة.

وتكتسب مبادرة «العطاء الرقمي» أهمية خاصة لدورها في تحفيز ذوي المهارات الرقمية على المبادرة في نشر المعرفة لجميع أفراد المجتمع وإبراز القدوات والنماذج التقنية المميّزة، واستفادة المجتمع من الوسائل التقنية في تسهيل الحياة وتحسين كفاءة الأداء وزيادة الإنتاجية، إضافة إلى نشر ثقافة العطاء في التقنية، وتعزيز التعاون الهادف والبناء في خدمة المجتمع، وبناء قاعدة معلومات خاصة بالتقنيات البرمجية. ووضعت المبادرة خطة عمل طموحة لتحقيق أهدافها المنشودة من خلال تنظيم دورات تدريبية (عن بعد)، ودورات تدريبة مباشرة، وإقامة الملتقيات والندوات المتخصصة في نشر الوعي الرقمي، وإثراء المحتوى التقني العربي على الإنترنت باستخدام العديد من الأدوات الإعلامية والتقنية المتطورة لإيصال رسالة المبادرة إلى أكبر نطاق من المستفيدين، إضافة إلى الإجابة عن الاستفسارات التقنية، وتحفيز وتنمية العطاء في القطاع غير الربحي رقمياً، للمساهمة في تطوير المحتوى الرقمي العربي.

حرب «كورونا».. الهاكاثون مثالاً

إضافة إلى مؤازرتها بقية القطاعات الحكومية والخاصة في الحرب على «كورونا»، أرادت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات محاربة الفايروس الخفي على طريقتها الخاصة، من خلال إطلاقها مبادرة هاكاثون الأمل الدولي (Hope Hackathon)، ضمن بطولة «لاعبون بلا حدود - من السعودية» البطولة الأكبر في العالم للرياضات الإلكترونية التي أطلقتها المملكة مؤخراً.

الفعالية التي أطلقت بشراكة إستراتيجية مع الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية وشركة stc بهدف خلق نماذج أعمال مبتكرة جديدة، والخروج بحلول تساعد في تجاوز الأزمة الحالية ومواجهة الأزمات المستقبلية، وتشجيع الابتكارات الرقمية وإبراز القدرات والمهارات التقنية لدى شباب العالم في مواجهة جائحة فايروس كورونا. ويستهدف الهاكاثون من خلال مساراته الـ3 الصحة الرقمية والألعاب الإلكترونية والترفيه المنزلي، مطوري ومصممي التطبيقات، ورواد الأعمال والمبكرين، والهواة والمحترفين في مجال الألعاب الإلكترونية على المستويين المحلي والعالمي، علاوةً على الخبراء والمهتمين في مسارات الهاكاثون. وتوظف الاتصالات مع شركائها ومن خلال هذا الهاكاثون إمكاناتها لدعم الجهود الرامية للتصدي لتحديات جائحة كوفيد 19، والاستعداد للتغيرات المستقبلية بالاعتماد على قدرات المواهب والكفاءات الشابة والعقول الواعدة على المستوى العالمي وتوظيف التقنية لتشكيل تصور استباقي للمستقبلين الصحي والترفيهي.

«سدايا».. نجاح بشهادة الـG20

لم يكن نجاح ربط أول قمة افتراضية لقادة مجموعة العشرين التي ترأسها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، إلا شهادة نجاح للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في تشغيل أنظمة الاتصال المرئي.

ربط 35 جهة من حول العالم بنجاح خلال وقت قياسي، بتشغيل النظام المرئي للقمة الاستثنائية بأحدث الوسائل خلال وقت وجيز، لإظهار القمة بما يتواكب مع قيمتها ومع مكانة المملكة العربية السعودية العالمية.

وتهدف سدايا إلى تحديد التوجه الاستراتيجي للبيانات والذكاء الاصطناعي والإشراف على تحقيقه عبر: حوكمة البيانات، وتوفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية، وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف بناء اقتصاد قائم على البيانات، عبر 3 أذرع، تتمثل في مكتب إدارة البيانات الوطنية، ومركز المعلومات الوطني والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي، على تنظيم قطاع البيانات وتمكين الابتكار والإبداع.