كوادر صينية أمام بوابة زرقاء تؤكد إغلاق حي تشاويانغ في بكين. (وكالات)
كوادر صينية أمام بوابة زرقاء تؤكد إغلاق حي تشاويانغ في بكين. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (بكين، لندن) OKAZ_online@
بدا خلال الأيام القليلة الماضية أن سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد، أضحت تمثل أخطر وأكبر تحدٍّ تواجهه الإستراتيجية الصينية المعروفة بـ«صفر كوفيد»، الرامية إلى استئصال أي تفشٍّ لعدوى فايروس كوفيد-19. فبعد نحو يومين من تمسك مسؤولي الحكومة الصينية بجدوى «صفر كوفيد»؛ تسارع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة في الصين. وأضحت مدينة غوانجو؛ وهي معقل صناعي كبير جنوبي البلاد، مركزاً للتفشي الفايروسي، إلى جانب مدن عدة. وهو ما حدا بكثيرين هناك للتكهن بما إذا كان بمستطاع الإستراتيجية الحكومية أن تتيح لغوانجو تفادي الإغلاق الذي كان مصير ثانية كبرى مدن البلاد شنغهاي. وأعلنت السلطات الصحية أمس (الأربعاء) أنها أكدت تشخيص 7475 حالة جديدة في جميع أرجاء البلاد، بارتفاع ملموس عن 5495 إصابة جديدة تم تسجيلها الإثنين. وهو أكبر عدد من نوعه منذ الأول من مايو 2022. ووقع أكثر من ثلث تلك الحالات في غوانجو. وعلى رغم أن هذه الزيادة تعتبر «متواضعة» بالقياس إلى ما يحدث في أنحاء العالم الأخرى؛ إلا أنها دفعت الجهات الصحية الصينية إلى تكثيف الفحوص الإجبارية، وإغلاق عدد من أحياء كل مدينة متضررة. وكان المستثمرون يأملون بأن تقوم سلطات ثاني أكبر اقتصاد في العالم بتقليص التدابير الوقائية المشددة. وأعلنت مدينة غوانجو أنها سجلت الثلاثاء 2377 إصابة جديدة، بارتفاع كبير من 1971 إصابة تم تسجيلها الإثنين. ويعني ذلك أن غوانجو تخطت مدينة هوهوت في منغوليا الداخلية لتصبح مركز العدوى الوبائية في البلاد. وكانت شنغهاي تعرضت للإغلاق خلال أبريل ومايو الماضيين، بعدما سجلت بضعة آلاف إصابة جديدة على مدى بضعة أيام خلال الأسبوع الأخير من مارس 2022. وقال سكان في غوانجو إن كثيرين منهم اضطروا إلى العمل من منازلهم، فيما تم وقف رحلات المواصلات داخل المدينة التي توصف بأنها أكبر مصنع في العالم. وفي العاصمة بكين؛ سجلت السلطات الثلاثاء 64 إصابة جديدة. وعلى رغم صغر هذا العدد؛ فإن السلطات عمدت إلى تكثيف فحوصات «بي سي آر»، وإغلاق عدد من المباني السكنية والأحياء. غير أن الصين تبدو حريصة على تفادي إغلاق مدن بأكملها، على غرار ما حدث في شنغهاي. وقررت تمديد إغلاق حي هايجو في مدينة غوانجو حتى الجمعة، بدلاً من الإثنين الماضي. وغالباً ما تكون خدمات الفحص مجاناً. غير أن بعض المدن اضطرت إلى فرض رسوم مالية على الفحوص، بسبب تعثر موازناتها من جراء التباطؤ الاقتصادي. وفي بكين لا يزال حي تشاويانغ مغلقاً، إثر العثور على عدد من الإصابات هناك. ولا يسمح لأي من السكان هناك بمغادرة منزله إلا إذا خضع لفحص عاجل. وقالت السلطات إنها زجت بأكثر من 4400 من كوادر الحزب الشيوعي الحاكم لمساعدة سكان الحي المذكور أثناء فترة الإغلاق. ويدل تزايد عدد الإصابات الجديدة في مدن الصين على أن سياسة «صفر كوفيد»، بما تنطوي عليه من تشدد في كبح التفشي الفايروسي، أخفقت في تحقيق الأهداف المعلنة. وقال محللون اقتصاديون في شنغهاي إنهم قلصوا توقعاتهم لنمو الاقتصاد الصيني خلال الربع الأخير من 2022 من 4.5% إلى 3.5%. وعلى صعيد ثانٍ؛ احتفظت اليابان، وكوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، وتايوان بصدارة تسجيل أكبر عدد من الإصابات الجديدة في العالم أمس. فقد تصدرت اليابان بتسجيل 87.410 حالات الثلاثاء. وجاءت بعدها كوريا الجنوبية، التي أعلنت تأكيد تشخيص 62.472 إصابة جديدة. وفيما سجلت الولايات المتحدة الثلاثاء 39.578 إصابة جديدة؛ جاءت تايوان في ذيل قائمة الدول الأشد تضرراً من الحالات الجديدة؛ إذ سجلت 24.857 إصابة جديدة الثلاثاء.

يتواصل الصراع بين القوى الكبرى الأشد تضرراً من كوفيد-19؛ فها هي الولايات المتحدة تمضي لما يقارب ثلاث سنوات لتتصدر المشهد الصحي بأكبر عدد من الإصابات والوفيات. وارتفع أمس العدد التراكمي لإصاباتها إلى 99.70 مليون حالة. وقفز عدد إصابات فرنسا أمس (الأربعاء) إلى 37 مليوناً. وتنافسها بشدة جارتها ألمانيا، التي ارتفع العدد التراكمي لإصاباتها أمس إلى 35.93 مليون حالة. وتأتي خلفها البرازيل التي تقترب من تسجيل 35 مليون إصابة. كما تشهد كل من كوريا الجنوبية وبريطانيا ارتفاعاً في عدد إصاباتهما. فقد ارتفع عدد إصابات كوريا الجنوبية أمس إلى 25.98 مليون حالة، فيما بلغ عدد إصابات بريطانيا أمس 23.93 مليون إصابة. وتقترب كل من تايوان وماليزيا من 8 و5 ملايين إصابة على التوالي.


تراجعت الأزمة الصحية في السعودية أمس، بعودة المملكة إلى المرتبة الـ76 عالمياً، بعدما ظلت عند المرتبة الـ77 لأكثر من شهرين. وأضحت آذربيحان تحتل المرتبة الـ77 ببلوغ العدد التراكمي لإصاباتها 823.577 إصابة منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد، في مقابل 823.377 إصابة في السعودية. وارتقت الجمهورية السوفيتية السابقة لاتفيا إلى المرتبة الـ75، بعدما ارتفع عدد حالاتها التراكمية إلى 955.436 إصابة منذ ظهور الوباء العالمي في نهاية سنة 2019.

«عكاظ» ترصد تطورات الأدوية ولقاحات كوفيد- 19

• أعلنت شركة نوفافاكس الدوائية الأمريكية، أمس الأول، أن لقاحها المضاد لكوفيد-19، الذي تم تحديثه بحيث يستطيع صدَّ سلالة أوميكرون BA.1 أظهر رد فعل مناعياً قوياً، إذا تم أخذه باعتباره الجرعة الرابعة من لقاحات كوفيد-19، بحسب بيانات مرحلة متقدمة من تجربة سريرية. وأشارت إلى أن لقاحها المسمى NVX-Cov2515 أنتج عدداً أكبر بنحو 1.6 مرة من الأجسام المضادة التحييدية لدى الأشخاص الذين لم يتعرضوا للإصابة بالوباء. وقالت نوفافاكس إن لقاحها المحدّث نفسه جاهز لأي تحديث آخر لاستهداف أية سلالة جديدة، إلى جانب قدرته على كبح السلالة الأصلية التي ظهرت في الصين في نهاية 2019.

• رفضت المحكمة العليا الأمريكية، أمس الأول، استئنافاً من شركة بريستول ميارز سكويب الدوائية، التي طالبت بإعادة الحكم لمصلحتها بمنحها 1.2 مليار دولار تعويضاً من شركة جياليد ساينسيز الدوائية الأمريكية التي تتهمها بريستول ميارز بالاعتداء على ملكيتها لدواء مضاد لسرطان الليمفوما. وكانت محكمة أدنى حكمت لبريستول ميارز بـ 778 مليون دولار تعويضاً. وقرر قاض آخر في فترة لاحقة زيادة التعويض إلى 1.2 مليار دولار. غير أن محكمة الاستئناف الأمريكية ألغت الحكم السنة الماضية.

• أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أمس الأول، أن دواء ابتكرته شركة فيرو الدوائية لمعالجة كوفيد-19 حقق هدفه الأساسي المتمثل في تقليص احتمالات الوفاة، بحسب بيانات تجربة سريرية متقدمة. لكن الهيئة أعربت عن قلقها من وجود ثغرات عدة في البيانات التي رفعت إليها. وكانت فيرو تقدمت بطلب إلى الهيئة لترخيص عقار سابيزابولين، الذي يستهدف المرضى الذين تراوح حالاتهم بين المتوسطة والخطرة.. وتقوم التجربة السريرية على بيانات 210 متطوعين، أظهرت أن احتمالات وفاتهم بالفايروس تقلصت بنسبة تصل إلى 55.2%.