عبوة لقاح فايزر للرضّع والأطفال الصغار جداً.
عبوة لقاح فايزر للرضّع والأطفال الصغار جداً.




يتوقع أن يبدأ تطعيم الرضع والصغار جداً في أمريكا اعتباراً من غدٍ (الثلاثاء). (وكالات)
يتوقع أن يبدأ تطعيم الرضع والصغار جداً في أمريكا اعتباراً من غدٍ (الثلاثاء). (وكالات)




لقاح موديرنا. (وكالات)
لقاح موديرنا. (وكالات)
لقاح فايزر-بيونتك للأطفال من 5 إلى 11 سنة. (وكالات)
لقاح فايزر-بيونتك للأطفال من 5 إلى 11 سنة. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد، «عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@
كما كان متوقعاً على نطاق واسع؛ فقد أوصت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أمس الأول بالموافقة على تطعيم الأطفال من سن 6 أشهر حتى السنة الخامسة من أعمارهم اللقاحين اللذين خصصتهما شركتا فايزر وموديرنا الأمريكيتان لتطعيمهم ضد فايروس كورونا الجديد. ويصلح لقاح موديرنا للأطفال من سن 6 أشهر حتى العام الخامس. أما لقاح فايزر فيصلح لمن بلغوا 6 أشهر حتى أربع سنوات، لأن لقاح فايزر للأطفال في سن خمس سنوات ظل متاحاً منذ نوفمبر 2021. وقالت مديرة المراكز الأمريكية الدكتورة روتشيل فالينسكي، في بيان، إنه يتعين تطعيم جميع الأطفال ممن تجاوزت أعمارهم الشهر السادس، حتى من سبق أن أصيبوا بفايروس كوفيد-19. واعتبرت أن قرار التوصية باستخدام هذين اللقاحين «خطوة مهمة للأمام في معركة شعبنا ضد كوفيد-19». وجاء القرار بعد اجتماعين ماراثونيين عقدهما المستشارون العلميون للمراكز الأمريكية الجمعة والسبت، على رغم تحفظات بعضهم على شح البيانات المتعلقة بفعالية لقاح فايزر-بيونتك للأطفال من هذه الفئة. وتحفظوا بوجه الخصوص عن الحقيقة المتمثلة في أنه لكي تتحقق فعالية لقاح فايزر للصغار جداً يتعين إعطاؤه على جرعتين وجرعة تنشيطية ثالثة، بينما يكتفي أقرانهم بجرعتين فحسب إذا اختار ذووهم تطعيمهم بلقاح شركة موديرنا.

وكانت موديرنا ذكرت في بيانات تجاربها السريرية أن لقاحها المخصص للصغار جداً، ويعادل حجمه ربع الجرعة المخصصة للبالغين، أنتج أجساماً مضادة تقارب في مستواها ما حدث للبالغين. وقدرت الشركة أن لقاحها للصغار جداً منع حدوث الإصابة المصحوبة بالأعراض بنسبة تصل إلى 51% لدى الأطفال من سن 6 أشهر إلى 24 شهراً، و37% لدى الأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات. وذكرت الشركة أنها لم تلحظ أي مضاعفات جانبية لدى تلك الفئة بعد التطعيم، باستثناء إصابة واحد من كل خمسة أطفال بحمّى. وأثبت اللقاح المخصص للصغار جداً فعالية معادلة لجرعتي البالغين، من حيثُ قدرتُه على منع تدهور الحالة الصحية للطفل المصاب، أو وفاته.


وفي المقابل أثبت لقاح فايزر-بيونتك للأطفال الصغار جداً فعالية مماثلة، ولكن ليس قبل حصول الطفل من تلك الفئة على ثلاث جرعات، بحسب ما قاله مسؤولو الشركة لمستشاري المراكز الأمريكية في اجتماع الجمعة. وذكر المسؤولون أن إعطاء الطفل الصغير جداً جرعتين فحسب من اللقاح الجديد لا يكفي لحمايته بالكامل. وكانت هيئة الغذاء والدواء قررت في فبراير الماضي إرجاء الموافقة على ذلك اللقاح إلى حين تمكن مسؤولي فايزر من تقديم بيانات تتعلق بمدى فعالية الجرعة الثالثة. وقال خبراء إن الجرعتين ليستا كافيتين لإحداث الفعالية المنشودة ربما لأن فايزر اختارت أن لا يتجاوز حجم الجرعة الواحدة من هذا اللقاح عُشر حجم الجرعة المخصصة للبالغين. وقال علماء فايزر في اجتماع الجمعة إن الفعالية الكلية للقاحهم المخصص للصغار جداً وصلت إلى 80% لدى الأطفال أقل من خمس سنوات من العمر. بيد أن تلك المعلومات اتضح أنها مبنية على رصد 3 أطفال فقط تم إعطاؤهم اللقاح الجديد في تجربة سريرية، في مقابل 7 أطفال أُعطوا لقاحاً وهمياً. ولاحظ مستشارو المراكز الأمريكية للحد من الأمراض أن تلك البيانات ليست كافية لإعطاء صورة كاملة لتأثير هذا اللقاح وفعاليته. لكن عدداً من مستشاري المراكز الأمريكية للحد من الأمراض أشاروا إلى أنهم قرروا التصويت لمصلحة التوصية باستخدام لقاح فايزر لدى الأطفال الصغار جداً لأنه أسفر بعد الجرعة الثالثة عن توليد عدد من الأجسام المضادة للفايروس مماثل لما لدى البالغين؛ ما يؤكد فعاليته. وقال أحدهم: إن الحصول على أي من هذين اللقاحين أفضل من عدمهما. لكنهم رأوا أن الأرجح أن يتجه الآباء والأمهات إلى تفضيل تطعيم صغارهم بلقاح موديرنا، لأن أخذ الطفل الرضيع إلى العيادة مرتين أسهل من أخذه للعيادة ثلاث مرات للحصول على جرعات لقاح فايزر الثلاث.

وتتمثل المشكلة الكبرى في ضآلة نسبة الإقبال على تطعيم الأطفال عموماً. فمع أن لقاح فايزر-بيونتك المخصص للأطفال من سن 5 إلى 11 سنة تم إقرار استخدامه منذ نوفمبر 2021، فإن أقل من 30% من أطفال تلك الفئة حصلوا على جرعتين منه. وطبقاً لاستطلاعات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها في فبراير الماضي، قال نصف عدد الآباء إنهم ينوون تطعيم صغارهم. ولما تم إجراء استطلاع ثانٍ في مايو الماضي انحدرت نسبة الآباء والأمهات الذين قالوا إنهم ينوون تطعيم صغارهم إلى الثلث فحسب. وتناقش مستشارو المراكز الأمريكية مطولاً (الجمعة) و(السبت) في شأن ما إذا كان اللقاحان المخصصان للصغار جداً قادرين على منع تدهور الحالة الصحية للطفل الذي تعافى من إصابة سابقة بكوفيد-19. وأقروا بأنه لا توجد بيانات كافية بشأن الأطفال من سن 5 إلى 11 عاماً، بسبب ضآلة إقبال الآباء والأمهات على إخضاع أطفالهم للتطعيم. ولكن بالنسبة إلى البالغين اتضح أن من أصيبوا بالنسخة المبكرة من سلالة أوميكرون وتعافوا منه لم يكن ذلك كافياً لحمايتهم من الإصابة بالسلالات التالية. وخلص المستشارون العلميون إلى أنه ستكون ثمة ضرورة لتطعيم الأطفال لحمايتهم من أي سلالات جديدة. وقالت العالمة بالمراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها الدكتورة سارة أوليفر، التي أدارت النقاش خلال اجتماع السبت، إن «الحماية المزدوجة» هي الخيار الأكثر ضماناً وفعالية.

أهمّ خلاصات اجتماعي الخبراء الأمريكيين

الفوائد تفوق المخاطر: لاحظ الخبراء المشاركون في اجتماعي المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة) و(السبت) أن نحو مليوني طفل تراوح أعمارهم بين 6 أشهر و4 سنوات أصيبوا بفايروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وتم تنويم 29 ألفاً منهم في المستشفيات، فيما توفي نحو 200 طفل منهم. واستقر الرأي على ضرورة التوصية بهذين اللقاحين لمنع وفاة وتنويم الأطفال من تلك الفئة، لأنه لا يوجد خيار يحقق ذلك أفضل من هذين اللقاحين.

طلب الخبراء من شركتي موديرنا وفايزر إعادة النظر في البيانات المثبتة على عبوات لقاحيهما للأطفال الصغار جداً. فقد لوحظ أن لقاح فايزر كتب على عبوته أنه يصلح للأطفال من سن سنتين إلى أربع سنوات؛ في حين أنه تم إقراره للأطفال من سن 6 أشهر إلى أربع سنوات. كما تشير العبوات إلى أن اللقاح المذكور يصلح فقط لمدة ست ساعات بعد حلّ العبوة بمحلول ملحي، في حين أن المراكز الأمريكية ترى أنه يصلح لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد إضافة المحلول الملحي للحصول على 10 جرعات من كل قارورة صغيرة.

لاحظ الخبراء أن شركتي موديرنا وفايزر لم تقدما صورة واضحة لحجم الجرعات التي يمكن إعطاؤها لتحصين الأطفال الصغار جداً المصابين بأمراض تضعف مناعتهم الطبيعية. ولا يعرف هؤلاء الخبراء إن كانت مثل هذه الفئة من الصغار جداً المصابين بأمراض مزمنة تضعف مناعتهم بحاجة إلى ثلاث جرعات من لقاح موديرنا أم أربع جرعات من لقاح فايزر-بيونتك.