طابور الفحص بمدينة شنغشون في الصين. (وكالات)
طابور الفحص بمدينة شنغشون في الصين. (وكالات)
سفيرة الهند لدى بريطانيا في محادثة مرئية مع الملكة اليزابيث من قلعتها في ويندسور. (وكالات)
سفيرة الهند لدى بريطانيا في محادثة مرئية مع الملكة اليزابيث من قلعتها في ويندسور. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
الحديث عن كوفيد-19، أو بالأحرى عن نهايته، لا ينتهي. ولا يبدو أنه ستكون ثمة إجابات حاسمة عنه في مقبل الأيام. والدليل أن بريطانيا عادت من جديد إلى موجة الإصابات الجديدة المرتفعة، في وقت تدرس منظمة الصحة العالمية ما إذا كان ممكناً أن تعلن انتهاء حال الطوارئ المتعلقة بالوباء العالمي، الذي أعلنه مديرها الدكتور تادروس غيربسيوس مساء 11 مارس 2020. فقد أعلنت بريطانيا أمس أنها أكدت تشخيص 72898 حالة جديدة الجمعة، بزيادة لا تقل عن 28158 إصابة جديدة عما كان عليه الحال قبل أسبوع فحسب؛ فيما لا يزال 11944 بريطانيا منومين في مشافي المملكة المتحدة بكوفيد-19. وليست بريطانيا وحدها. فقد أعلنت الصين أمس أنها سجلت الجمعة أكثر من 1500 إصابة جديدة؛ بينما سجلت هونغ كونغ 37529 إصابة جديدة. أما في كوريا الجنوبية فإن الوضع أسوأ كثيراً؛ إذ سجلت كوريا الجمعة 383651 إصابة جديدة، وأضحت كوريا الجنوبية الدولة الـ 14 في قائمة الدول الأشد تضرراً من تفشي وباء فايروس كورونا الجديد. كما أن أوكرانيا تخطت 100 ألف وفاة بالوباء، ومع ظروف الغزو الروسي والدمار وهروب السكان يتواصل ارتفاع الإصابات الجديدة، إلى درجة أن العدد التراكمي لإصاباتها بلغ السبت 4.89 مليون إصابة منذ اندلاع نازلة كوفيد-19. كما أن الولايات المتحدة، التي تجاوز عدد إصاباتها منذ بدء النازلة 81 مليوناً، باتت على أعتاب إعلان وفاة مليون أمريكي بكوفيد-19 (993044 وفاة حتى أمس السبت).

والواقع أن هذا التذبذب والمراوغة من جانب الفايروس وضع المنظمة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والدول، والمنظمات الأخرى في مأزق لا سبيل معه سوى التزام الحذر، والرويّة. وفيما قال علماء المنظمة إنهم بدأوا يدرسون كيف ومتى يمكنهم اتخاذ قرار بإعلان انتهاء الأزمة الصحية العالمية؛ قال غبريسيوس إن المنظمة لا تعتزم إعلان أي شيء من ذلك القبيل، في وقت ترتفع فيه الإصابات الجديدة في الصين، وهونغ كونغ، وكوريا الجنوبية. لكنه قال إن معاونيه يدرسون كيفية إعلان رفع حال الطوارئ الصحية التي أعلنتها المنظمة في 30 يناير 2020. غير أن بياناً للمنظمة قال الجمعة، إن العالم لم يصل بعد إلى وضع يتيح ذلك الإعلان. وقد أقدمت دول عدة في أرجاء المعمورة على إعلان إلغاء الإجراءات الوقائية، والتخلي عن إلزامية ارتداء الكمامات، وضوابط العزل الصحي، وفتح الحدود الدولية للمسافرين والعائدين بلا قيد. وقالت المنظمة العالمية إن ذلك حدث على رغم أن الأسبوع الماضي وحده شهد تسجيل أكثر من 10 ملايين إصابة جديدة، وقيد نحو 52 ألف وفاة. وقال خبراء أمس، إنه حتى لو انخفض تفشي عدوى الفايروس، فإنه لا يزال قادراً على التسبب في آلاف الوفيات سنوياً، وليس كبقية الأمراض المتوطنة محلياً، كالملاريا والسل الرئوي. كما حذروا من مخاطر ظهور سلالات متحورة جديدة.


الملكة لن تحضر احتفالات الكومونويلث

أعلن قصر باكنغهام البريطاني أن المملكة اليزابيث الثانية، التي تعافت لتوها من الإصابة بكوفيد-19، لن تحضر الاحتفال بيوم رابطة الشعوب البريطانية (الكومونويلث)، الذي من المقرر أن تقام فعالياته في لندن الأسبوع القادم. وكانت مشاركتها فيه ستكون أول ظهور علني لها منذ أسابيع. وكانت الملكة قد عادت لمباشرة أعمالها الرسمية في أول مارس الجاري. والتقت رئيس وزراء كندا جستن ترودو (الإثنين) في قلعة ويندسور (غرب لندن)، ليكون ذلك أول اجتماع تعقده مع زعيم آخر وجهاً لوجه منذ تشخيص إصابتها بالفايروس. ومعروف أن اليزابيث الثانية هي ملكة بريطانيا وكندا أيضاً. وأشار متابعون للشؤون الملكية في لندن أمس إلى أن قرار تخلي الملكة عن حضور احتفالات الكومونويلث ناجم إلى القلق من تأثير ذلك على قدرتها على التنقل من قلعتها في وندسور إلى لندن وبالعكس. ويذكر أن الملكة اليزابيث تبلغ من العمر 95 عاماً. وقال بيان ملكي أمس إن الملكة طلبت من ولي عهدها الأمير تشارلز أمير ويلز أن ينوب عنها في احتفالات يوم الكومونويلث. وأضاف البيان أن زوجة تشارلز دوقة كورونوول كاميلا، ودوق ودوقة كامبريدج الأمير وليام وكايت سيحضران المناسبة أيضاً.

40 % زيادة الحالات الجديدة في بريطانيا

تشير قاعدة بيانات كوفيد-19 الخاصة بصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الإصابات الجديدة بالفايروس سجلت ارتفاعاً في بريطانيا نسبته 40% عما كانت عليه قبل 14 يوماً. ويأتي ذلك فيما يتزايد الاعتقاد بأن السلالة المتفرعة عن أوميكرون، التي تسمى BA.2، قد تكون السبب في ذلك؛ إذ إنها غدت حالياً السلالة المهيمنة على الإصابات الجديدة في عدد كبير من أرجاء أوروبا. وقال علماء إنجلترا أمس، إنه يبدو أن هذه السلالة الفرعية تستغرق وقتاً أقل لإفشاء عدواها من شخص لآخر؛ ما يؤكد قدرتها على تسريع تفشيها في المجتمعات. لكن المسؤولين الصحيين في لندن يتمسكون بأنه لا يزال من السابق لأوانه القطع بأن تفشيها هو سبب الارتفاع الذي تشهده الإصابات الجديدة في المملكة المتحدة حالياً.