-A +A
إعداد: محمد المشرعي mmashraee2@
علّقت الجامعات السعودية تدريس اللغة الفارسية في كليات اللغات والترجمة التابعة لها، بحجة عدم الإقبال عليها، وبهدف تقليل العبء المالي العالي الذي يتقاضاه أعضاء هيئة التدريس، وترشيد المصروفات، والتركيز على المخرجات التي تتطلبها سوق العمل السعودية وحجم الوظائف المتوافرة لخريجي برنامج «الفارسية» في القطاعين الحكومي والخاص. بينما غفلت عمّا للترجمة من انعكاسات إيجابية كبيرة في العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، كما أن لها أهمية كبيرة في عصرنا الحالي، حيث تعتبر رافداً أساسياً من روافد المعرفة من أجل التطور والانفتاح على المجتمعات، ونافذة للتواصل مع ثقافات الشعوب وحضاراتها. ويمكن الاستفادة من خريجي قسم اللغة الفارسية في مراكز الأبحاث والترجمة، سواء في وزارتي الخارجية والداخلية أو في الجامعات. إلا أن الأمل ما زال معقوداً بأن تعيد جامعاتنا النظر في إعادة برامج تدريس اللغة الفارسية وحث الدارسين على الالتحاق بها.

وتكمن أهمية تعلُّم اللغة الفارسية لدى الدارسين في المملكة العربية السعودية في جوانب كثيرة؛ منها على سبيل المثال لا الحصر:


مواجهة أطماع ومخططات الإيرانيين العدائية تجاه بلادنا، وكشف الخطابات والشعارات التي يرفعونها بين الفينة والأخرى. وهذا جانب تضطلع به وزارتا الداخلية والخارجية.

يفِدُ عدد كبير من الناطقين بالفارسية إلى بلادنا للحج والعمرة والزيارة، ويحتاجون لمترجمين ومتابعين ومراقبين، وكلنا نعرف سلوك الفرس وطبيعة عدوانيتهم وعدائيتهم لنا وللعرب جميعاً، فمن تعلَّم لغة قوم أمِن مكرهم، وهذا الأمر يجب أن تضطلع به وزارة الحج والعمرة على وجه الخصوص.

ووزارة التعليم ملقى على عاتقها مسؤولية توجيه الجامعات لإعادة فتح أبواب تعليم الفارسية، على وجه السرعة، بل والاهتمام بتدريسها اهتماماً بالغاً.

وتعد اللغة الفارسية من اللغات المهمة في عددٍ من البلدان الإسلامية، حيث تنتشر في إيران وأفغانستان وطاجيكستان وباكستان، ويتحدث بها حوالي (130) مليون نسمة؛ 80 مليوناً منهم في إيران، وتدرّس الفارسية في بعض المدارس في دول أذربيجان، وتركمانستان وأرمينيا، وجورجيا باعتبارها اللغة الثانية التي يحق للطلاب اختيارها، كما أن حروف الهجاء في اللغة الفارسية تشبه حروف اللغة العربية لكن حروف الفارسية 32 حرفاً، بزيادة أربعة وهي:( پ - چ - ژ – گ).

وفي إيران نفسها تُدرس اللغة العربية في ‏‏المدارس الإيرانية من قبل المؤسسات العلمية الدينية، ضمن المنهج الدراسي ابتداءً من المرحلة المتوسطة، لكن الواقع يؤكد أنه لا يوجد برنامج واحد يعزز تعليم «العربية» في إيران.