أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القاهرة رغم خلافها مع أديس أبابا لم توجه أبداً أي تهديد لها، إيماناً منها بأن الخلافات تُحل عبر الحوار والحلول السياسية، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
اتفاق قانوني ملزم
واعتبر السيسي أن مصر «لا تواجه أي إشكالية» مع إثيوبيا، وأن مطلبها الوحيد هو عدم المساس بحقوقها في مياه النيل، والتوصل إلى «اتفاق قانوني وملزم بشأن السد الإثيوبي».
وخلال استقباله رؤساء الوفود الأفريقية، وممثلي مفوضية الاتحاد الأفريقي والتجمعات الإقليمية، المشاركين في أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة «روسيا – أفريقيا»، في القاهرة، اليوم (السبت)، لفت السيسي إلى أن سياسة مصر ثابتة وتقوم على عدم التدخل في شؤون الدول وعدم زعزعة استقرارها.
وقال إن الرؤية المصرية للتنمية في أفريقيا ترتكز على 5 محاور، وهي: دعم تنفيذ الممرات الإستراتيجية والمناطق اللوجستية، تعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، دعم التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، تعزيز التجارة البينية الأفريقية، وتعزيز التعاون في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.
استثمارات بـ12 مليار دولار
وأفاد السيسي بأنه «في سبيل تحقيق رؤيتنا للتنمية في أفريقيا، تحرص مصر على توظيف مختلف أدوات التعاون المتاحة، بما في ذلك تشجيع الشركات المصرية على توسيع استثماراتها وشراكاتها في الدول الأفريقية». وقال إن مصر أطلقت وكالة لضمان الصادرات والاستثمارات في أفريقيا دعماً لهذا المسار، وبلغ إجمالي الاستثمارات المصرية في أفريقيا ما يتجاوز 12 مليار دولار، وتجاوز إجمالي معدلات التبادل التجاري مع القارة الأفريقية 10 مليارات دولار.
وأشار إلى أن مصر تواصل دعمها لبرامج بناء القدرات والتنمية البشرية في أفريقيا من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي نفذت أكثر من 700 برنامج تدريبي في المجالات المختلفة، ووفقاً لأولويات الدول الأفريقية الشقيقة.
وشدد الرئيس المصري على أنه «لا مجال لأي إجراءات أحادية من شأنها الإضرار بحقوق الدول المتشاطئة في الأنهار العابرة للحدود، أو تقويض فرص التعاون وتحقيق المنفعة المشتركة».
وقال: «مصر دعمت عدداً من المشاريع، في إطار مبادرة حوض النيل، وأطلقت آلية تمويلية لدعم المشاريع المائية ومشاريع البنية التحتية في دول حوض النيل الجنوبي انطلاقاً من إيماننا بالحق المشترك لكافة شعوب دول الحوض في التنمية مع عدم إحداث ضرر لدول المصب».