صورة ورسمة نافذة الروشان.
صورة ورسمة نافذة الروشان.
-A +A
عباس الفقيه (الوجه) abbasalfakeeh@
وراء كل صورة حكاية تحمل معاني كثيرة ورسائل مؤثرة، كالروشان الذي منح التشكيلي أحمد الحصيني نافذة يرى من خلالها تفاصيل ولقطات من دون الكاميرا تنطق بجمال الموروث، وتعبر عن الملامح الثقافية المحلية برؤية مبتكرة دفعته إلى نسج مظاهر الحياة القديمة، لنمط تطوّر العمران عبر مراحله التاريخية، هذا البناء الذي عكس النسيج الاجتماعي والخصوصية الاجتماعية التي تتمثل في عادات الناس وتقاليدهم وأنماط حياتهم وظروفهم وذوقهم الفني.

ورغم تعدد المدارس التي رسمت بها الرواشين بين الواقعية والتجريدية التعبيرية، إلا أن الصورة التي التقطها الفوتوغرافي عمر السناني، دفعت الحصيني إلى رسمها وصياغتها بنفس الشكل دون تغيير، ليسترجع من خلالها ذلك الماضي التليد متذكراً من كانوا يستأنسون به ومعه، مسترجعاً قصصاً وروايات عايشها بكامل تفاصيلها مع أصحاب المنزل في محافظة الوجه تبعث على تجسيدها وتخليدها كذكرى للأجيال.


فيما تغزل الفوتوغرافي السناني بالفن المعماري بمحافظة الوجه الدال على حضارة المحافظة، قائلاً: إنه لافت للنظر بجميع أشكاله وأحجامه وخصوصاً الرواشين التي استوقفه واحد منها ليلتقط له صورة حكت مدى البراعة والإتقان لدى نجاري ذلك الزمان.

ويصف المهتم بالتراث عبدالملك عبدالكريم الحربي الرواشين بأنها العناصر الفنية الأكثر إثراءً في العمارة الحجازية التقليدية بتصاميمها الجمالية، وهي النوافذ البارزة بتشكيلاتها البديعة التي تزيد من روعة وبهاء المساكن التراثية، كما أنها تعكس مستوى الحالة الاجتماعية والفنية لأهل البيت، بحسب جودة وفخامة الخشب المستخدم في تكوينها الذي يظهر به مدى مهارة وبراعة النجارين في ذلك الوقت. وأوضح الحربي أن الرواشين تُعد الأماكن المفضلة لكافة أفراد الأسرة وخصوصاً كبار السن منهم، إذ إنها الأنسب في الجلوس لاعتدال الإضاءة والتهوية بها فهي بمثابة مكيفات الهواء الطبيعية وتعمل الثقوب الخشبية بالرواشين على موازنة كمية الإضاءة والهواء القادمة من الخارج فتمنع الحرارة صيفاً وتسمح بشيء ضئيل من البرودة شتاءً، ومن المميزات العديدة التي تختص بها الرواشين أيضاً أنها تضفي شيئاً من الخصوصية على المنزل، إذ تسمح لأصحابه برؤية مَن في الخارج بينما تحجبهم عن أنظار من هم خارجه.