بندر  السباعي
بندر السباعي
-A +A
بندر بن خالد السباعي
التباين في وجهات النظر أمر صحي، وبالحوار قد يتحول إلى تلاقح في الأفكار، لكن المشكلة تكمن حين تتسع دائرة الاختلاف وتصبح خلافا وانفرادا بالرأي، ويحدث ذلك كثيرا بين الزملاء، فكل واحد منهم يحاول فرض نفسه ورأيه على الآخرين، حتى لو لم يكن على صواب، وعشت هذا الوضع مع زميلي فواز أبوالفارس الذي كثيرا ما سافرنا معا، لكن لا أنسى حين اختلفت معه قبل خمسة أشهر، أثناء رحلتي معه إلى باريس، حول مقر لعقد اجتماعنا، وأصررت على الموقع الذي حددته، ورفضت رأيه، وتمسكت برأيي، كنوع من إثبات الوجود، إلا أنه أحرجني بتعامله الراقي وحلمه معي، ورضخ لما أريد، ومرت الأيام وتوالت الأحداث وتبين لي أن رأي أبوالفارس كان هو الصواب، إلا أنه فضل الاستجابة لي رغم يقينه بخطئي، ما أصابني بتأنيب الضمير والشعور بالذنب، وها أنا هنا أعتذر له، وأطلب منه العفو والصفح أمام الملأ، رغم ثقتي أنه لم يحمل في نفسه شيئا علي، وربما نسي الموضوع فور انتهائنا من ذلك الاجتماع.

وخرجت من ذلك الموقف بكثير من الفوائد والعبر، أبرزها ألا أنفرد برأيي وأحجر على آراء الآخرين، خصوصا ذوي الخبرة ومن هم أكبر مني، فهم قد يرون ويقيسون الأمور أفضل مني.