رامي زهدي
رامي زهدي
-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@

يتوجه النيجيريون -أكثر دول أفريقيا سكاناً- إلى صناديق الاقتراع في 25 فبراير الجاري، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وسط مخاوف من عمليات عنف بعمليات خطف وقطع طرق وقتل، إضافة إلى تحركات إرهابيي «بوكو حرام».

وتثير تهديدات «بوكو حرام» مخاوف المواطنين من عودة الجماعة الإرهابية للعنف وتصعيد هجماتها، عبر التفجيرات الإرهابية في المدن، وعدم إمكانية الوصول إلى المجتمعات النائية التي تسيطر عليها، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية بهدف إفشالها، وإرسال رسالة للداخل والخارج بسيطرتها على البلاد، كما حدث عندما أجبرت السلطات النيجيرية 2015 على تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة شهر ونصف، إضافة إلى محاولاتها تنفيذ هجمات إرهابية في انتخابات 2019.

يرى الخبير في الشؤون الأفريقية بمركز العرب للأبحاث والدراسات رامي زهدي لـ«عكاظ» أن تحركات «بوكو حرام» المصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة 2013، لا يمكن أن تؤثر على الانتخابات الرئاسية، وإن كانت نسبة مشاركة المواطنين تتراجع مع كل دورة انتخابية جديدة، نتيجة تهديدات من اتجاهات مختلفة، إلى جانب الارتفاع المطّرد لأسعار السلع الضرورية، ومعدل البطالة بين الشباب، وتصاعد الخطاب العرقي، مبيناً أن نيجيريا دولة كبيرة متمرسة في العمل الديمقراطي الانتخابي.

وقال زهدي: تلك المنظمة الإرهابية التي تتمركز على أطراف نيجيريا، ولها وجود قوي في دول الجوار مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، في حالة عرقلتها الانتخابات فإنها ستوجه رسالة للعالم بسيطرتها على البلاد، لافتاً إلى أن «بوكو حرام» تمارس أنشطة اقتصادية متعددة في نيجيريا، من بينها الزراعة والمناجم وتحاول السيطرة على منابع البترول، وتقوم بالتدخل في عدد من الأنشطة الاقتصادية مع المواطنين، وتعمل في توريد الأسلحة من عدد من الدول الأفريقية وإقامة معسكرات بهدف تمويل أنشطتها الإرهابية وضمان وجودها واستمرارها.

ولفت الباحث إلى أنه منذ ظهور تلك المنظمة الإرهابية في نيجيريا منتصف التسعينيات، ارتكبت عدداً كبيراً من أعمال العنف ضد الدولة والمجتمع، وبسبب وجودها زادت العصابات الإجرامية المدججة بالسلاح والعنف خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها، وهو أمر أفرز واقعاً شديد الهشاشة وقابلاً للانفجار في أية لحظة، متهماً إياها بأنها هي من أودت بحياة الآلاف وشردت مثلهم من نيجيريا، كما أنها طورت من علاقاتها مع جماعات إرهابية متشددة أخرى، مثل القاعدة في بلاد المغرب، وهو ما يشكل عبئاً أمنياً ومالياً كبيراً على البلدان الأفريقية الغارقة في عدد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.