كيسنجر متحدثاً عبر الفيديو في دافوس.
كيسنجر متحدثاً عبر الفيديو في دافوس.
-A +A
«عكاظ» (دافوس) okaz_online@
في تراجع عن مواقف سابقة، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر، الأربعاء، أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي نتيجة ملائمة للحرب، ورأى في حديث عبر الفيديو أمام منتدى دافوس، اليوم (الأربعاء)، أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء كييف خارج «الناتو»، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة.

وقال: قبل هذه الحرب، كنت معارضاً لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط بالعملية التي نشهدها الآن. وأضاف: الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى.


وشدد كيسنجر على أنه من المهم منع الحرب من أن تصبح حرباً ضد روسيا نفسها وإعطاء روسيا فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي. وبينما أقر بأن دولاً كانت تسيطر عليها موسكو فيما مضى ستكون مترددة حيال اقتراح كهذا، إلا أنه شدد على أهمية تجنب عدم الاستقرار في هذه الدولة الكبيرة النووية.

ولفت إلى أن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا على إعادة تقييم موقعها التاريخي الذي كان مزيجاً من الانجذاب إلى ثقافة أوروبا والخشية من هيمنتها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بأنها بمثابة تهديد.

وبينما شددت الولايات المتحدة على أن القرار بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يعود لأوكرانيا، لم تبد القوى الأوروبية أي حماسة بسبب القلق من منح ضمانات الأمن المتبادل لدولة تشهد نزاعاً مع روسيا منذ عام 2014.

وسبق أن حذر كيسنجر في مقالة نُشرت الشهر الماضي في مجلة «ذا سبكتايتر» البريطانية المحافظة، من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914 عندما انزلقت القوى الكبرى دون قصد إلى حرب عالمية. ودعا إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل العملية العسكرية، ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.