هل انتهى مسار فيينا؟
هل انتهى مسار فيينا؟
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@

من أجواء التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق إلى الفشل والانهيار، هكذا انتهت مفاوضات فيينا بشأن الملف النووي الإيراني خلال العام 2022. وأفادت صحيفة «المونيتور» الأمريكية، بأن المفاوضات التي انطلقت بحالة من التفاؤل اختتمت بـ«الفشل التام»، بسبب تعنت إيران، ما دفع الأطراف الغربية إلى التأكيد على أنه لا عودة لهذا المسار، الذي نعته بعض العواصم الكبرى باعتباره في حالة وفاة.

وأوضحت الصحيفة، أنه في بداية عام 2022، قال المسؤولون الأمريكيون، إن المفاوضات مع إيران كانت في «مرحلتها النهائية»، في نبرة تفاؤلية بأن اتفاقاً نووياً جديداً في متناول اليد، لكن بعد مرور عام، يبدو أن ذلك الاتفاق بات مصيره الفشل.

واستشهد التقرير بتصريحات مسربة للرئيس الأمريكي جو بايدن من أوائل نوفمبر حين أخبر أحد أفراد الجمهور أن الاتفاقية النووية «ماتت». وعلى الرغم من أن الإدارة تراجعت بسرعة عن تعليقه، إلا أنه أقر بما قاله بعض الخبراء حول الصفقة منذ شهور.

وتزايد التشاؤم في واشنطن من إمكانية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق الذي تخلى عنه الرئيس السابق دونالد ترمب، والذي وافقت طهران بموجبه على كبح نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية. وتراجعت المحادثات المتوقفة بالفعل لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة جراء الانتفاضة ضد نظام طهران.

وبحسب الصحيفة، فإنه لقمع الاحتجاجات شنت أجهزة النظام حملة أمنية قمعية ما أدى إلى قتل أكثر من 500 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال.

ونقلت الصحيفة، عن مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فائز قوله: إن «التكلفة السياسية لمنح إيران تخفيفاً كبيراً للعقوبات زادت بشكل كبير بالنسبة للغرب بسبب حقيقة أن النظام يقتل شعبه في الشوارع ويقتل الأوكرانيين بشكل غير مباشر».

وكان هناك تفاؤل للتوصل إلى اتفاق في أغسطس، عندما قدم الاتحاد الأوروبي اقتراحه النهائي إلى واشنطن وطهران بعدما يقرب من عام ونصف العام من المناقشات غير المباشرة بين الجانبين، لكن المحادثات انهارت بعد أن طالبت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإسقاط تحقيقها في آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وسعت إلى ضمانات بأن الإدارة الأمريكية القادمة لن تتخلى عن الاتفاق النووي، وهو ما رفضته واشنطن.

ورغم محاولات إيران المستميتة العودة إلى هذا المسار، فإن مراقبين سياسيين يرون أنه لا دليل على أن الملالي أسقطوا مطالبهم. وبما أن إيران هي من رفضت الصفقة النووية التي كانت جاهزة منذ مارس الماضي، فإنه لا توجد ضغوط على إدارة بايدن بشأن هذا الملف في هذه المرحلة لأن الكرة بالكامل في ملعب إيران.

ومع تجميد مسار التفاوض، فإن النظام الإيراني يسعى إلى تسريع الأسلحة النووية، إذ أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في محطة فوردو النووية تحت الأرض على بعد خطوة واحدة من مستويات الأسلحة النووية، الأمر الذي يمكن أن يدخل الأزمة في نفق الصدام.