الراعي
الراعي
-A +A
«عكاظ» (بيروت) okaz_online@

حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من نتائج تعطيل الاستحقاق الرئاسي مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الحالي ميشال عون في نهاية شهر أكتوبر القادم، مؤكدا أن عدم انتخاب رئيس سيؤدي إلى أخطار أمنية واضطرابات سياسية وشلل دستوري، واتهم قوى سياسية لم يسمها- بممارسة هذا الأداء التدميري.

وقال الراعي في كلمة له، اليوم (الأحد): «إن أي سعي لتعطيل الاستحقاق الرئاسي يهدف إلى إسقاط الجمهورية، وإقصاء الدور المسيحي وتحديدا الماروني عن السلطة».وتساءل: «بأي راحة ضمير، ونحن في نهاية الشهر الأول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، والمجلس النيابي لم يدع بعد إلى أي جلسة لانتخاب رئيس جديد، فيما العالم يشهد تطورات مهمة وطلائع موازين قوى جديدة من شأنها أن تؤثر على المنطقة ولبنان». وفيما اعتبر التوافق الداخلي على الرئيس فكرة حميدة، إلا أنه حذر من أن انتظار التوافق سيف ذو حدين، خصوصا أن معالم هذا التوافق لم تلح بعد.وأضاف أن انتخاب الرئيس شرط حيوي لتبقى الجمهورية ولا تنزلق في واقع التفتت الذي ألمّ بدول محيطة، مؤكدا أن طريق الخلاص من الأزمة السياسية الحالية في لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية بالاقتراع لا بالاجتهاد، وبدون التفاف على هذا الاستحقاق المصيري.واعتبر البطريرك أن لبنان يحتاج اليوم لكي ينهض حيا إلى حكومة جديدة تخرج عن معادلة الانقسام السياسي القديم بين 8 و14 مارس. وشدد على أنه ليس من الطبيعي على الإطلاق ألا يحصل الاستحقاق الرئاسي، وألا تنتقل السلطة من رئيس إلى رئيس، وليس طبيعيا أن يمنع كل مرة انتخاب رئيس لكي تنتقل صلاحياته كل مرة إلى مجلس الوزراء، مؤكدا أن الاستحقاق الرئاسي واجب، لكي لا ندخل في مغامرات صارت خلف الأبواب.ويتطلب انتخاب الرئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب (86 من أصل 128).وما لم يتم هذا الاتفاق على مرشح توافقي لمنصب الرئيس، فسيكون لبنان على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين شهد فراغا رئاسياً استمر لمدة عامين ونصف العام، نتيجة تعطيل «حزب الله» وحلفائه قبل التوصل لتسوية قادت إلى انتخاب عون رئيسا.