-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
كعادتها حين تشعر إيران بالعزلة وقساوة العقوبات وانعكاساتها على الوضع الداخلي تهرول نحو المفاوضات بشكل سريع بحثاً عن ما ينقذها، إذ وصل كبير مفاوضي طهران علي باقري وأعضاء الوفد المرافق له إلى الدوحة أمس (الثلاثاء) وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأمريكي الخاص لإيران روبرت مالي ولقائه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.وكتبت السفارة الأمريكية في الدوحة أمس «مالي التقى مع وزير الخارجية القطري وناقشا الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقطر، والجهود الدبلوماسية المشتركة بشأن إيران»، ومرتقب أن تستضيف قطر محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران الأسبوع الحالي.

واعترف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بوجود ضغوطات تضخمية في اقتصاد بلاده، متوعداً بمزيد من ارتفاع الأسعار خلال العام الإيراني القادم الذي يصادف 21 مارس 2023 في تأكيد على ما نشره مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم في يونيو بلغ 52.5% وهو ما يظهر زيادة قدرها 13.2 نقطة مئوية عن الشهر السابق.


واعتبرت الخبيرة في الشؤون الإيرانية بمركز دراسات الأهرام الدكتور شروق صابر لـ«عكاظ» اختيار إيران لقطر كمكان للتفاوض غير المباشر بينها وبين أمريكا بعد فشل مفاوضات فيينا نابعاً من ثقة إيرانية بإمكانية قدرة قطر على بناء أرضية مشتركة يساعدها في سرعة إنهاء إشكالية الاتفاق النووي وفتح آفاق لتعاون وحوار أوسع.

وأضافت: «ينبع اختيار إيران للدوحة من الشعور والتأكيد الإيراني المستمر على غياب الثقة بين طهران وواشنطن والرغبة الإيرانية في التوصل لاتفاق من أجل رفع العقوبات المفروضة عليها في ظل الأزمة التي تعصف بها والاحتجاجات الشعبية»، متوقعة أن يكون إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء حجرة العثرة أمام أي اتفاق، خصوصاً في ظل الإصرار الإيراني على إزالته، إضافة إلى الموقف الإسرائيلي الرافض لأي اتفاق.