-A +A
محمد حفني (القاهرة) okaz_online@
في وقت ينشغل المجتمع الدولي بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، يحاول تنظيم «داعش» إعادة ترتيب أوراقه وصفوفه لشن عمليات إرهابية لإعادة الفوضى وعدم الاستقرار إلى المنطقة من جديد خصوصاً في دول مثل سورية والعراق، إذ لا تزال عناصره تتواجد.

وفي هذا السياق، قال الخبير الإستراتيجي اللواء محمد الغباشي، إن «داعش» لم يعد يسيطر على أي أرض، إلا أنه لا يزال نشطاً بخلاياه النائمة في سورية والعراق رغم العمليات العسكرية الموجعة ضده، وأضاف أن بعض مدن الجنوب الليبي باتت أكثر عرضة لظهور التنظيم الإرهابي عبر تشاد حيث الصحراء الشاسعة والمزارع.


وحذر الغباشي في تعليق لـ«عكاظ» من أن «داعش» يحاول العودة من جديد لذروته التي كان عليها عام 2014 بإعادة صفوفه مستغلاً الانغماس العالمي في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فالخلافات السياسية العالمية دائماً ما تخدم جماعات الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى أن قياداتها غالباً ما تختار توقيتات العودة للمشهد بدقة، فهم ما زالوا يتمسكون بأيديولوجيتهم المتطرفة وتعزيز قدراتهم القتالية بالتسلح والتجنيد والتمويل.

وبحسب الغباشي فإن الأمم المتحدة تقدر عدد «الدواعش» النشطين في سورية والعراق بنحو 10 آلاف

إرهابي، إلا أن عدد القابعين في السجون السورية حوالى 12 ألفاً من جنسيات مختلفة أغلبهم ينتمون للتنظيم، وقدر رأس مال التنظيم بأنه يراوح بين 350 إلى 400 مليون دولار، وهى أموال تساعده على البقاء والإنفاق على مقاتليه وكلها أموال يحصلون عليها من الإتاوات من قبل السكان عند سيطرتهم على بلد ما فضلاً عن فدية الاختطاف والاتجار بالبشر والسيطرة على حقول نفطية في العراق وسورية.

فيما شدد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء نصر سالم على ضرورة إبقاء «داعش» ضعيفاً، على المستوى الإقليمي أو الدولي، وإنهاء الصراعات داخل دول المنطقة، وقال: هناك مخاوف بإعادة التنظيم لنشاطه الإرهابي من معاقله القديمة في سورية والعراق من خلال هجمات دموية مستغلاً حالة الحرب الروسية الأوكرانية. ولفت إلى أن فكرة «داعش» قائمة على البقاء والتمدد والاختباء في صورة خلايا نائمة تظهر وقت الأزمات. وكشف أن التنظيم يحاول جمع شتاته على الحدود العراقية - السورية والدخول إلى ليبيا مستغلاً حالة الانفلات الأمني، فضلاً عن تمركزه في الصومال وعدد كبير من الدول الأفريقية التي تعاني حالة من الفوضى.